فحمل اليهود ودائع المصريين معهم وعبروا
بها البحر ، وهذا هو الذي يشير إليه القرآن الكريم لمّا أراد السامري أن يفتن بني
إسرائيل عن موسى عليهالسلام
حسداً منه ، وأراد أن يضلّهم بقوله : وما موسى؟! موسى هذا أمركم بخيانة الودائع
فلا تصدّقوه.
فقد انتهز السامري فرصة غياب موسى عليهالسلام ، عندما قال لقومه كما أمره الله إنّي
ذاهب لميقات ربّي وسأغيب عنكم ثلاثين يوماً (
وَوَاعَدْنَا
مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً )
، فلّما ذهب للميقات ـ وهذا هو البداء في كتاب الله بشكل صريح ـ فلّما ذهب إلى
ميقاته مع ربّه واقتربت نهاية الموعد أتمّها الله بعشر فأصبحت أربعين ( وَأَتمَمْنَاهَا بِعَشر فَتَمَّ مِيقَاتُ
رَبِّه أربَعينَ لَيلَةً )
، فبنوا إسرائيل لا يعرفون بهذا التمديد للموعد وظنّوا أنّ موسى عليهالسلام أخلف موعده معهم ، فقالوا : يخلف
الموعد وهو يقول إنّه نبي!
فانبرى السامري يقول : وأكثر من هذا ألم
يأمركم بسرقة الودائع؟ ، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : ( حُمِّلنَا أَوْزَارَاً مِنْ زِينَةِ القَوْمِ
فَقَذَفنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِريُّ
) ، لأنّ السامري قال لهم : أخرجوا هذه
الزينة التي حملتموها.
الشاهد في هذا الأمر أيّ شيء؟
__________________