الآمر بأحكام الله
أمير المؤمنين » ، وقام بعده ابن عمه أبو الميمون عبد المجيد ابن الأمير
أبي القاسم بن الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين ، وأخذت له البيعة على الرسم (١٢٥
ظ) فيها ، ونعت بالحافظ لدين الله ، أمير المؤمنين ، فاستقام له الأمر ، واستنتب
برأيه التدبير وقلد الأمر أبا علي ، أحمد بن الأفضل أمير الجيوش ، وزارة
الدولة ، وتدبير المملكة ، فساس الكافة أعدل سياسة ، ودبر الأعمال أجمل تدبير ،
وجرى على منهاج أبيه الأفضل ، رحمهالله ، في حب العدل وايثاره ، واجتواء الجور وإخماد ناره ، وأعاد على التنّاء والتجار ما اغتصب
من أموالهم ، وقبض من أملاكهم ، وأمن البر التقي ، وأخاف المفسد الشقي ، وبالغ في
ذلك مبالغة أحرز بها شكر القريب والبعيد ، وحاز بها أجر الموفق السعيد.
ولم يزل على
المذهب الحميد مواظبا ، ولهذا المنهاج السديد مداوما الى أن نجم له من مقدمي
الدولة ، حسدة حسدوه على ما ألهمه الله من أفعال الخيرات ، واقتناء الصالحات ،
تجمعوا على افساد أحواله ، ولفقوا المحال في الطعن في أعماله ، وسعوا في العمل
بأنواع من الكذب جمعوها ، وألفاظ من الباطل نمقوها ، وقرر ذلك مع العسكرية دون
الأعيان ، والأماثل من
__________________