أراهم من جديد! من قازاندجيك انبأت سلفا فيسكوفنيكوف بوصولي إلى كراسنوفودسك. كل ذلك اليوم وجميع الأيام السابقة بعد وصول البرقية ، شعرت بأقصى الأرهاق والضيق النفسي ، وفقدت الشهية ، وتملكني الأرق. أهذا احساس مسبق أم مجرد أسف على مفارقة الأولاد لزمن طويل؟
في الساعة السابعة صباحا من ٧ آذار وصلنا إلى كراسنوفودسك. وفي القطار تقابلت مع الملازم في قوات القوزاق فولكوداف الذي كان في طريقه إلى منشوريا ؛ وبناء على نصيحته قررت أن اسافر في رحلة مباشرة على باخرة للشركة الشرقية لكي أكسب يوما واحدا. في المحطة الحديدية قابلت شيشكيفيتش. رحب مع فولكوداف إلى الرصيف. في مقر الشركة عرفنا أن السفينة «ميريديان» ستنطلق في الساعة ١٢ ظهرا. بقي فولكوداف ليأمر بنقل الأمتعة ، ورحت أنا إلى آل شيشكيفيتش حيث قابلت مع مدفعيين قوزاقيين اثنين آخرين. تناولنا الفطور بمرح وفي بداية الساعة
__________________
ـ من الكعب. على الغلافين أوراق ملصوق مكتوبة عليها كلمات من قواميس باللغات الأجنبية. النص مكتوب بالحبر الأسود ، ما عدا الصفحات الأخيرة حيث استعمل الحبر الأزرق .. في الدفتر رقم واحد ، يشغل النص الصفحة كلها ؛ في الدفتر رقم ٢ يشكل ٦٠ ميليمترا مربع الهوامش التي أشير فيها إلى تواريخ الكتابة .. وهذا ما يفسر اختلاف كبر النص المطبوع بكل صفحة في القسمين الأول والثاني من «اليوميات». إن صعوبة نشر هذه المواد تتلخص في كون دولتشين قد كتب اليوميات إنطلاقا من انه سيكون قارئها الوحيد. النص مكتوب بخط سريع ، ويتضمن تلخيصات ، ومختصرات من اختراعه بالذات ، لا يمكن تفسيرها في بعض الأحوال ، مثلها مثل بعض الكلمات. في بعض المقاطع ، ترك المؤلف في النص فراغات كان يخطط إملاءها بعد الحصول على معلومات إضافية أو بعد التحقق من صحة المعلومات المتوفرة ، الأمر الذي يتعلق في المقام الأول بالأسماء الجغرافية. وحين تستحيل قراءة كلمى بمفردها بعد هلالين مربعين مع عدة نقاط وضعنا العلامة* ؛ وإذا استحالت قراءة بضع كلمات وضعنا العلامة* * ؛ وأخيرا إذا ورد في النص فراغ ، وضعنا العلامة* * *.