وجدوا مأوى لأنفسهم. الحجاج المحتالون اختاروا لأنفسهم حرفة الابتزاز والنهب من السذج من اخوانهم في الإيمان وبخاصة ممن جاؤوا من مختلف الأماكن النائية ، الموحشة. وهم يستقبلون هؤلاء الحجاج ويرافقونهم في طريق سفرهم ، ويحرصون على سلامتهم ومصالحهم ، ويتظاهرون بأنهم أطيب الرفاق وأكثرهم مودة وحسن نية ، وبخاصة على متن البواخر. وهؤلاء المحتالون يدرسون طبع رفيق الطريق ويعرفون قدر أمواله ؛ وحين تسنح أول فرصة ينهبون الضحية الساذجة وغالبا ما يتركونها في يد القضاء والقدر بين أناس غرباء ، بعيدا عن الوطن. وهذه الحرفة تمارسها النساء أيضا [...].
في خاتمة هذا الحديث ، أرى من الضروري أن اتحفظ. فعن كل ما رأيته أحكي كشاهد عيان ، دون أن أضيف شيئا ، وحتى مقللا نوعا ما ، لكي لا أمسّ بنحو ما ، عن غير قصد ، المسلمين في مشاعرهم الدينية ، إذ أنهم ، بعد العودة من الحج ، يعتبرون عادة من واجبهم أن يرووا مختلف المعجزات [...] وأنا أحكي عما رأيته وسمعته ، متقيدا بأكبر قدر ممكن من الدقة (١).
__________________
(*) مكتبة اكاديمة العلوم في الاتحاد السوفييتي. ٢٣٠. النص باللغة الروسية نشرته في طشقند مجلة «بشير آسيا الوسطى» الشهرية (١٨٩٦ ، تشرين الثاني ـ نوفمبر ، ص ٦١ ـ ٨١ ؛ كانون الأول ـ ديسمبر ، ص ٤٥ ـ ٨٣).