وسيفك الذي أثر في
قلوب الكافرين قروحا لا تندمل ، وبك يرجى أن يرجع مقر الخلافة المعظمة إلى ما كان
عليه في الأيام الاول ، فأيقظ لنصرة الاسلام جفنا ما كان غافيا ولا هاجعا ، وكن في
مجاهدة أعداء الله إماما متبوعا لا تابعا ، وأيد كلمة التوحيد ، فما تجد في
تأييدها إلا مطيعا سامعا ، ولا تخل الثغور ، من اهتمام بأمرها تبتسم له الثغور ،
واحتفال يبدل ما دجا من ظلماتها بالنور ، واجعل أمرها على الأمور مقدما ، وشيد
منها ما غادره العدو متداعيا متهدما ، فهذه حصون بها يحصل الانتفاع ، وبها تحسم
الاطماع ، وهي على العدو داعية افتراق لا اجتماع ، وأولاها بالاهتمام ما كان البحر
لها مجاورا ، والعدو إليه ملتفتا ناظرا ، لا سيما ثغور الديار المصرية ، فإن العدو
وصل إليها رابحا ، ورجع خاسرا ، واستأصلهم الله فيها حتى ما أقال منهم عاثرا ،
وكذلك الاسطول الذي ترى خيله كالأهلة ، وركائبه سائرة بغير سائق مستقلة ، وهو أخو
الجيش السليماني ، فإن ذاك غدت الرياح له حاملة ، وهذا تكفلت بحمله المياه السائلة
، وإذا لحظها الطرف جارية في البحر كانت كالأعلام ، وإذا شبهها قال : هذه ليال
تطلع في أيام ، وقد سنى الله لك من السعادة كل مطلب ، وآتاك من أصالة الرأي الذي
يريك المغيب ، وبسط بعد القبض منك الأمل ، ونشط بالسعادة ما كان من كسل ، وهداك
إلى مناهج الحق ، وما زلت مهتديا إليها ، وألهمك المراشد فلا تحتاج إلى تنبيه
عليها ، والله يمدك بأسباب نصره ، ويوزعك شكر نعمه ، فإن النعم تستم بشكره.
ولما تمت البيعة
أخذ السلطان في تسييره إلى بغداد ، ورتب له الطواشي بهاء الدين صندل الصالحي
شرابيا ، والأمير سابق الدين بوزبا أتابكا ، والأمير الشريف نجم الدين جعفر
أستاذدار ، والأمير فتح الدين ابن الشهاب أحمد أمير جاندار ، والأمير ناصر الدين
محمد بن صرم خازندار ، والأمير سيف الدين بلبان الشمسي وفارس الدين أحمد بن