من عليه ، فقتل
جماعة منهم ، فحين شاهدوا الجد في القتال ، والصبر على النزال ، جنحوا إلى الدخول
في الطاعة ، والتمس الخادم الإقالة ، وبذل تسليم البلد والحصن على شرط اشترطه ،
واقطاع عينه ، وطلب بعض المقدمين للحديث معه والتوثق لنفسه ، فنفذ إليه الأمير
بلتاش لمحله من الدولة ، فتقررت الحال على ما اقترحه وسلم البلد والحصن الذي هو
غاية في المنعة والحصانة ، ومن العجائب المذكورة ، والقلاع المشهورة ، وخرج إليه ،
وجرى على عادته الجميلة في الصفح عمن أساء إليه ، وأظهر العصيان عليه ، وعوضه عن
بعلبك حصن صرخد ، وهو مشهور بالحصانة والمنعة أيضا ، وأعاد إليه ما كان قبض عنه من ملك وإقطاع ، وسلم ظهير الدين أتابك ، بعلبك إلى ولده تاج الملوك بوري
، فرتب فيها من ثقات أصحابه من اعتمد عليه في حفظها ، وقرر أحوالها ، وكانت مدة
المقام في منازلتها خمسة وثلاثين يوما وسلمت وتسلمت في اليوم الثاني والعشرين من
شهر رمضان سنة ثلاث وخمسمائة وأمر ظهير الدين بإزالة حوادث الظلم عن أهل بعلبك ،
وتسويغ بعض خراجها أهلها ، وأعاد عليهم أملاكا كانت قد اغتصبت في قديم الزمان
، وكثر له الدعاء ، وتواصل عليه الثناء وعاد منكفيا إلى دمشق ، وورد عليه الخبر
بعود السلطان من بغداد إلى أصفهان في شوال من السنة.
وورد الخبر بوفاة
الأمير ابراهيم ينال صاحب آمد ، وكان قبيح السيرة
__________________