كتابه مواد كثيرة
عنه شخصيا وعن أسرته ، ويعد هذا الكتاب من أهم المصادر التاريخية ، ولذلك لاقى
العناية منذ بعض الوقت حيث طبع نصفه في حيدر أباد الدكن في أربعة أجزاء (١٩٥٤ ـ ١٩٦١)
، وهذه الطبعة تعاني من اضطراب شديد وتصحيفات كثيرة جدا ، وهناك حاجة لأن يطبع
الكتاب كله مع المرآة ، وأنا لدي صورة تحتوي على نسخة كاملة منه ، منها استخرجت
المواد التي أكملت بها تتمة تاريخ دمشق لابن القلانسي ، وهنا أنا قد حرصت على
إيراد أخبار كل حولية بشكل كامل ، لكن احتفظت فقط بتراجم الذين كانت لهم علاقة
بالحياة السياسية والإدارية ، لأن مواد اليونيني وحدها إذا ما طبعت ستكون في أكثر
من ألفين وخمسمائة صفحة ، وكامل الذيل الذي كتبه اليونيني لن يقل حجمه إذا ما طبع
عن أربعة آلاف صفحة.
وكان اليونيني قد
تلقى العلم على أبيه وعلى علماء دمشق ، وحماة ، والقاهرة ، وحظي بمكانة سامية في
بعلبك ، قال عنه الذهبي : «كان عالما فاضلا ، مليح المحاضرة ، كريم النفس ، معظما
جليلا ، حدثنا بدمشق وبعلبك ... وقد حسنت في آخر عمره حالته ، وأكثر من العزلة
والعبادة ، وكان مقتصدا في لباسه وزيه ، صدوقا في نفسه ، مليح الشيبة ، كثير
الهيبة ، وافر الحرمة» .
من الله جلت قدرته
أرجو التوفيق ، وله جل وعلا الحمد والشكر ، وصلى الله على النبي المصطفى وعلى آله
وأصحابه ومن أخذ بهداه إلى يوم الدين.
دمشق ٢٦ صفر ١٤٢٧
هـ
|
سهيل زكار
٢٥ / ٣ / ٢٠٠٦ م
|
__________________