سواكن أنت ياذا الجود مالكها |
|
أحييت بالعدل من فيها فما ندموا |
جبرتهم بعد كسر واعتنيت بهم |
|
فالناس بالعدل فيها كلهم علموا |
سواكن مالها في الناس يملكها |
|
إلا أبو حارث بالعدل يحتكم (١) |
وورد في ترجمة مبارك بن عطيفة (٢) لدى الفاسي أنه ملك سواكن ومات به في سنة ٧٥١ ه / ١٣٥٠ م (٣) ولعل سبب ملكه لها أنّ عمه زيد تولّى حكمها ، وإلا لصعب عليه امتلاكها خاصة وأن البحر الأحمر يفصل بينها وبين الحجاز ، فوجود ملك لعّمه وبعض اتباعهم سهّل له أمر امتلاكها. ويظهر مما سبق أنها في ذلك الوقت كانت تتبع أمراء مكة المكرمة وهذا ما لم يذكره أحد من المؤرخين ، ولعل سبب ذلك أنها تبعّيه فردية لأحد الأشراف. كما امتدت علاقة أمراء مكة المكرمة إلى العراق أيضا فقد تّم الدعاء على قبة زمزم في سنة ٧٢٩ ه / ١٣٢٨ م لسلطان العراق أبي سعيد (٤) في عهد الشريفين رميثة وعطيفة فقد ذكر اسمه في الخطبة أيضا بعد ذكر الملك الناصر ودعي له بأعلى قّبة زمزم بعد سلطان اليمن الملك المجاهد نور الدين (٥).
__________________
(١) الفاسي : العقد الثمين ، ج ٤ ، ص ٤٨٣ ـ ٤٨٤.
(٢) مبارك بن عطيفة بن أبي نمي الحسني المكي كان ذا شهامة وإجادة في الرمي ، وكان نائبا عن أبيه بمكة سنة ٧٣٧ ه / ١٣٣٦ م مات سنة ٧٥١ ه / ١٣٥٠ م شهيدا. انظر الفاسي : العقد الثمين ، ج ٧ ، ص ١٢٣.
(٣) المصدر السابق والجزء والصفحة.
(٤) أبو سعيد بن خرنبد بن أرغون بغا بن هلاوو المغلي ، ملك التتار وصاحب العراق والجزيرة وخراسان والردم ، كان مسلما حسن الإسلام ، جيد الخط ، جوادا عارفا بالموسيقا ، مبغضا للخمور ، وهو آخر بيت هلاوو ، انقضوا بهلاكه ، أقام في الملك عشرين سنة وقبل موته بسنة أرسل الركب العراقي إلى مكة فّسلّم وفي السنة التالية جّهزهم فنهبهم العربان ، فسأل عن السبب ، فقالوا له إنهم يقيمون في البراري ولا رزق لهم فجعل لهم مقدارا من بيت المال يكفيهم ، ومات في تلك السنة في ربيع الآخر سنة ٧٣٦ ه / ١٣٣٥ م وتأسف عليه الناصر لما بلغه موته لأنه هادنه وعمرت البلاد في عهده. انظر ابن حجر : الدرر الكامنة ، ج ٢ ، ص ١٣٧ ، ج ١ ، ص ٥٠١.
(٥) على بن داود المؤيد بن يوسف المظفر من ملوك الدولة الرسولية في اليمن ، ولد بزبيد وولي الملك بعد وفاة أبيه سنة ٧٢١ ه / ١٣٢١ م فأقام سنة ، وخلعه الأمراء والمماليك ، وولوا المنصور فمكث أشهرا وثار بعضهم فاعادوا المجاهد ، وحجّ سنة ٧٥١ ه / ١٣٥٠ م ، وذهب إلى مصر وأقام أربعة عشر شهرا ، وعاد فانتظم أمره إلى أن توفي بعدن وكان عاقلا محمود السيرة شاعرا عالما بالأدب ، مقرّبا للعلماء والأدباء ، محسنا إليهم. ومن آثاره مدرسة بمكة ملاصقة للحرم. انظر الفاسي : العقد الثمين ، ج ٦ ، ص ١٥٨ ـ ١٧٤ ؛ الزركلي : الأعلام ، ج ٤ ، ص ٢٨٦ ـ ٢٨٧.