السَّلَامُ عَلَيکَ يا عَبْدَاللَّهِ
بْنَ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ ، فَمَا أکْرَمَ مَقَامَکَ ، فِي نُصْرَهِ ابْنِ
عَمِّکَ ، وَمَا أحْسَنَ فَوْزَکَ ، عِنْدَ رَبِّکَ ، فَلَقَدْ
کَرُمَ فِعْلُکَ
، وَأُجِلَّ أمْرُکَ
، وَأُعْظِمَ فِي الْإسْلَامِ سَهْمُکَ .
رَأيتَ الِانْتِقَالَ إلَي رَبِّ الْعَالَمِينَ ، خَيراً مِنْ مُجَاوَرَهِ
الْکَافِرِينَ ؛ وَلَمْ تَرَ شَيئاً لِلِانْتِقَالِ ، أکْرَمَ مِنَ الْجِهَادِ وَالْقِتَالِ
؛ فَکَافَحْتَ الْفَاسِقِينَ ، بِنَفْسٍ لَا تَخِيمُ عِنْدَ النَّاسِ
وَيدٍ لَا تَلِينُ عِنْدَ الْمِرَاسِ ، حَتَّي قَتَلَکَ الْأعْدَاءُ ، مِنْ بَعْدِ
أنْ رَوَّيتَ سَيفَکَ وَسِنَانَکَ ، مِنْ أوْلَادِ الْأحْزَابِ وَالطُّلَقَاءِ ، وَقَدْ
عَضَّکَ السِّلَاحُ ، وَأثْبَتَکَ الْجِرَاحُ ، فَغَلَبْتَ عَلَي ذَاتِ نَفْسِکَ ،
غَيرَ مُسَالِمٍ وَلَا مُسْتَأْسِرٍ ، فَأدْرَکْتَ مَا کُنْتَ تَتَمَنَّاهُ ، وَجَاوَزْتَ
مَا کُنْتَ تَطْلُبُهُ وَتَهْوَاهُ ، فَهَنَّاکَ اللَّهُ بِمَا صِرْتَ إلَيهِ ،
وَزَادَکَ مَا ابْتَغَيتَ الزِّيادَهَ عَلَيهِ.
السَّلَامُ عَلَيکَ يا عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ عَلِي بْنِ أبِي طَالِبٍ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، فَإنَّکَ
الْغُرَّهُ الْوَاضِحَهُ ، وَاللُّمْعَهُ اللَّائِحَهُ ، ضَاعَفَ اللَّهُ رِضَاهُ
عَنْکَ ، وَأحْسَنَ لَکَ ثَوَابَ مَا بَذَلْتَهُ مِنْکَ ، فَلَقَدْ وَاسَيتَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ