هارون الرشيد إلى شارلمان. وقال في أبجدية الأوقات : علم الحساب إنما أخذ عن العرب في إسبانية ، وذلك في سنة ١٠٥٠ ثم شهر في إنكلترة في سنة ١٢٥٣.
البابا يأخذ العلم عن عرب الأندلس
وقال صاحب معجم الجغرافية : إن البابا سلوستروس الثاني ، وكان يعرف أولا باسم جربرت ، سار إلى الأندلس وأخذ العلم عن العرب. وكانت ولادته في سنة ٩٣٠ وانتخب بابا في سنة ٩٩٩ ، وكان ماهرا في علم المساحة وجر الأثقال والفلك. وهو الذي بثّ رقم الحساب العربي في أوربا ، وأول من عمل ساعة ذات رقاص.
في الإبداع والاختراع
وقال فلتير : أول من اخترع هذه النظارات للعيون إسكندر سبينا ، وذلك في أواخر القرن الثالث عشر. وكذا اختراع طواحين الريح كان في ذلك العهد.
وأصل اختراع الفخار كان في فيانتزي. أمّا زجاج الطيقان فكان معروفا من قبل ذلك ، إلا أنه كان نادرا ، وكان يعدّ من الإسراف ، وكان اشتهار صنعته في بلاد الإنكليز في سنة ١١٨٠ من بعض الفرنسيس ، وكان يتنافس فيها ، وأول من أبدع مرايا الزجاج أهل فينيسيا ، وذلك في القرن الثالث عشر. وكان استعمال الساعات معروفا في إيطالية ولكن على ندرة.
ولم يكن في أوربا كلها من المدن ما يضاهي فينيسيا ، وجينوى ، وبولونيا ، وسيانا ، وبيزى ، وفلورانس. ولم تكن البيوت في مدن فرنسا والنمسا وإنكلترة كما هي الآن ، وإنما كانت سقوفها من التبن المطيّن ، وبناؤها من الخشب. ولم يكن عندهم هذه المواقد المعروفة الآن لإيقاد النار ، وإنما كانوا يوقدونها في نحو كانون يجعلونه في وسط البيت ، فيجتمع حوله المصطلون والدخان متصاعد منه ، وكانت أغطية الموائد من الكتان عند الإنكليز نادرة جدا ، ولم يكن النبيذ يباع إلا عند العقاقيرية. وكان الركوب في مركب ذي عجلتين في طرق باريس الوسخة إسرافا ،