أكرمني هذا السيد الجليل ، وأمدني بنقد كثير غير قليل ، ووقف في أشغالي ، وبلغني آمالي ، وصار لي مداحا بين الناس ، لا يفتر من مدحي عدد الأنفاس ، وأضافني مرات ، وأنعم عليّ غير ما تقدم كرات ، وفّقه الله بطاعته ، وأسبغ عليه مبراته وخيراته ، آمين.
وممن أكرمنا من أعيان حلب الأمجد الذي عز عن المثيل في عصره ، وجل عن النظير في أوانه ودهره ، الأكرم الجليل سيدي إسماعيل آغا المعروف بابن ميرو (١) ، فلقد أضافني في داره ، وجمع لأجلي علماء البلد ، كالشيخ (٥٧ أ) الطرابلسي ، والشيخ طه الجبريني (٢) ، والشيخ قاسم البكرجي (٣) ، والشيخ علي الدباغ ، والسيد عبد السلام الحريري (٤) وغيرهم ، فما وجدت في حلب طعاما ألذ وأهنأ وامرأ وأنفس من طعامه ، ووصلني بنفقة من الدراهم. وكتب لي كتابا لأمير الحج وغيره ، جزاه الله عني كل خير. وممّن أكرمنا من أعيان حلب السيد الرفيع ، ذي المجد المنيع ، والفكر الثاقب ، والرأي الصائب ، فريدة عقد المكارم
__________________
يعلم مكان سكناه ، إلا أن بعض أحفاده ، وهو السيد عبد المحمود بن حسن بن ظاهر بن الحسين بن علي بن محمد بن إبراهيم المذكور ، اختار «هيت» على الفرات سكنا له ، ولأسرته من بعده ، ودفن هو فيها سنة ٦٧٣ ه / ١٢٧٣ م ، ومن هذا الأخير الأسرة الأدهمية المعروفة في العراق ، ومنهم من عرف بآل الواعظ أيضا. ينظر محمد سعيد الراوي : تاريخ الأسر العلمية في بغداد ، بتحقيقنا ، ملحق للمحقق رقم ٢ ص ٣٩٢.
(١) من مشاهير آل ميرو ، الأسرة الحلبية القديمة المعروفة بالتجارة والفضل ، وهو الحاج اسماعيل آغا بن الحاج حسين آغا بن الحاج عبد الوهاب ، كان من سراة حلب ، من آثاره أنه وقف أوقافا على بعض المساجد في حلب في وقفية تاريخها سنة ١١٧٦ ه / ١٧٦٢ م. ينظر محمد راغب الطباخ : أعلام النبلاء ج ٧ ص ٥٥.
(٢) تقدم التعريف به.
(٣) هو قاسم بن محمد المعروف بالبكرجي الحنفي الحلبي ، ترجم له المرادي (سلك الدرر ج ٤ ص ١٠) بقوله : من أجلاء حلب .. كان عالما بالحديث والفقه والفرائض ، وله قدم راسخ في العربية والفصاحة والبلاغة والبديع والشعر ، ونظمه حسن رائق ، وذكر أن له مؤلفات منها شرح على الخزرجية «لم يسبق بمثله». وتوفي سنة ١١٦٩ ه / ١٧٥٥ م.
(٤) من علماء حلب ، أشار إليه المرادي في تضاعيف تراجم عدد من العلماء ، وإن لم يفرد له ترجمة مستقلة ، ويفهم من تلك الإشارات أنه كان نحويا ، ومن تلامذته عبد القادر الديري (سلك الدرر ج ٣ ص ٦١).