قليلا وما يليه من الحنك الأعلى مخرج الكاف (١) ، ومن وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك الأعلى مخرج الجيم والشين والياء (٢) ، ومن بين أول حافّة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضّاد ، وتتكلّف من الجانبين الأيمن والأيسر (٣) / ، ومن أدنى حافة اللسان إلى منتهى طرفه بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى مما فويق الضّاحك (٤) والنّاب والرباعية والثّنيّة مخرج اللام ، ومن طرف اللسان بينه وبين ما فويق الثّنايا مخرج النون ، ومن مخرج النون ، غير أنّه أدخل فى ظهر اللسان قليلا لانحرافه إلى اللام مخرج الراء (٥) ، ومن بين طرف اللسان وأصول الثنايا مخرج الطاء والذال والتاء (٦) ،
__________________
(١) القاف والكاف يسمى كل منهما لهويّا ، نسبة إلى اللهاة ، وهي بين الفم والحلق : ومنهم من يقول : في الكاف أقصى اللسان وما فوقه من الحنك ممّا يلي مخرج القاف. قال ابن الحاجب : وهو قريب ، لأن هذا الحرف قد يوجد على كل من الأمرين حسب اختلاف الأشخاص مع سلامة الذوق فعبر كل على حسب وجدانه.
ينظر شرح طيبة النشر ١ / ٢٧٧.
(٢) وقال المهدوي : الشين تلي الكاف ثم الجيم ثم الياء ، ومراده الياء غير المدية ، وأمّا هي فتقدمت في الجوفية ، وهذه الثلاثة هي الشجرية ، لخروجها من شجر الفم وهو منفتح ما بين اللحيين ، وشجر الحنك ما يقابل طرف اللسان ، وقال الخليل : الشجر مفرج الفم ؛ أي : منفتحه ، وقال غيره : هو مجتمع اللحيين عند العنفقة.
(٣) ويدل كلام سيبويه على ذلك.
وقال الخليل : هي شجرية أيضا ؛ يريد من مخرج تلك الثلاثة والشّجر عنده مخرج الفم أي : منفتحه ، وقال غيره : هو مجمع اللحيين عند العنفقة ، فلذلك لم تكن الضاد منه ، وقيل : إن عمر رضي الله عنه كان يخرجها من الجانبين ، ومنهم من يجعل مخرجها قبل مخرج الثلاثة.
(٤) قال ابن الحاجب : كان ينبغي أن يقال : فويق الثنايا ، إلّا أن سيبويه ذكر ذلك فلذلك عددوا ، وإلا فليس في الحقيقة فوق ذلك ، لأن مخرج النون يلي مخرجها ، وهو فوق الثنايا ؛ وأطال في ذلك ، فانظره.
وقال أيضا : وليس ثمّ إلا ثنيتان ، وإنما جمعوهما لأن لفظ الجمع أخف وإلا فالقياس أطراف الثنيتين.
(٥) اللام والنون والراء يقال لها : الذلقية ، نسبة إلى موضع مخرجها وهو طرف اللسان ؛ لأن طرف الشيء ذلقه ، وقال الفراء وقطرب والجرمي وابن كيسان : الثلاثة من مخرج واحد وهو طرف اللسان.
(٦) قال ابن الحاجب : قوله : «وأصول الثنايا» ليس بحتم ، بل قد يكون من بعد أصولها قليلا مع سلامة الطبع ، وزاد بعضهم : «مصعدا إلى جهة الحنك» ويقال لهذه الثلاثة : النطعية لأنها تخرج من نطع الغار الأعلى وهو سطحه.