ذكر مخارج الحروف العربيّة الأصول
وهى ستّة عشر مخرجا (١) ، فللحلق منها ثلاثة (٢) ، فأقصاها مخرجا الهمزة والألف والهاء.
فالمتوسّط منها : العين فالحاء (٣) ، وأدناها إلى اللسان : الغين فالخاء (٤) ، ومن أقصى اللسان فما (٥) فوقه من الحنك الأعلى مخرج القاف ، ومن أسفل من موضع القاف
__________________
(١) المخارج جمع مخرج ، وهو موضع خروج الحرف من الفم وفي الطيبة [من الرجز] :
مخارج الحروف سبعة عشر |
|
على الّذي يختاره من اختبر |
قال العلامة النويري في شرحه عليها (١ / ٢٧١) : وهي سبعة عشر مخرجا ، وهو الصحيح ومختار المحققين كالخليل بن أحمد ، ومكي بن أبي طالب ، والهذلي ، وابن شريح ، وغيرهم ، وهو الذي أثبته ابن سينا في كتاب أفرده في المخارج.
وقال سيبويه وكثير من القراء والنحاة : هي ستة عشر خاصّة ، فأسقطوا مخرج حروف المد ، وجعلوا مخرج الألف من أقصى الحلق ، والواو والياء من مخرج المتحركتين.
وقال قطرب والفراء والجرمي : هي أربعة عشر ، فجعلوا النون واللام والراء من مخرج واحد.
واعلم أن مخارج الحروف دائرة على ثلاث : الحلق والفم والشفة ، هذا عند سيبويه وصرح به ، وأمّا عند الخليل فيمكن أن يقال : أربع ، فيزاد الجوف.
فائدة : يتبيّن مخرج الحرف بأن تنطق قبله بهمزة وتسكنه ؛ والله تعالى أعلم.
(٢) الأول : الألف ، والثاني : الواو الساكنة المضموم ما قبلها ، والثالث : الياء الساكنة المكسور ما قبلها ، وتسمى هذه الثلاثة حروف المد والحروف الهوائية والجوفية.
قال الخليل : ونسبن إلى الجوف ؛ لأنه آخر انقطاع مخرجهن. قال : وزاد الخليل فيهن الهمزة. قال : لأن مخرجها الصّدر وهو متصل بالجوف ؛ والله أعلم.
وأمكن الثلاثة عند الجمهور : الألف ، وقال ابن الفحام : أمكنهن في المد الواو ، ثم الياء ، ثم الألف. والجمهور على أن الفتحة من الألف ، والضمة من الواو ، والكسرة من الياء ، والحروف عند هؤلاء قبل الحركات. وقيل : بالعكس ، وقيل : ليس كل منهما مأخوذا من الآخر. قلت : وهذا هو الصحيح لأن الحركة عرض لازم للحرف المتحرك لا يوجد الّا به فليس أحدهما أسبق من الآخر ، ولا متولدا منه لأنه متى فرض متحركا لا يمكن النطق به إلا مع حركته والله أعلم.
وتسمى أيضا الحروف الخفية ، وكذا الهاء وسميت خفية ، لأنها تخفى في اللفظ ولخفائها قويت الهاء بالصلة والثلاثة بالمد عند الهمزة ؛ قاله النويري في شرح الطيبة ١ / ٢٧٣ ، ٢٧٤.
(٣) في ط : والحاء.
(٤) في ط : فالحاء.
(٥) في أ: وما.