في الوصف الثاني أن يكون مما يجوز فيه القلب والتقديم على الأول. ثم قال : «وسمعناهم
يقولون : هذه شاة ذات حمل مثقلة به» فرفعوا (مثقلة) وجعلوه وصفا ل (شاة) ، والضمير
المجرور المتصل بالباء يعود إلى (الحمل) ولا يجوز أن يقال فيه : هذه شاة مثقلة به
ذات حمل. وقد سمع منهم الرفع.
ثم أنشد بيت
حسان :
(ظننتم بأن يخفى الذي قد صنعتم
|
|
وفينا نبيّ
عنده الوحي واضعه)
|
الشاهد فيه أن (واضعه) وصف ل (نبيّ) وهو مضاف إلى ضمير (الوحي)
، وقوله (عنده الوحي) وصف ل (نبي) و (واضعه) وصف آخر. ولو قدمه فقال : وفينا نبيّ
واضعه عنده الوحي ، لم يجز. وقد أتى وصفا مرفوعا غير معتبر فيه القلب ، فدل هذا
على صحة ما ذهب اليه سيبويه وفساد ما ذهب إليه أصحاب القلب.
وزعم أبو
العباس أن الضمير المضاف إليه (واضع) يعود إلى (الذي) وليس يعود إلى (الوحي) ، (وأبو
العباس لا يرى أن اعتبار القلب صحيح ، وإنما ردّ الاستشهاد بالبيت لأن عنده ؛ أن
الضمير لا يجوز أن يعود إلى الوحي) لأن النبي عليه السلام لا يجوز أن يضع الوحي وإنما يضع
ما صنع القوم ، أي يخبر
__________________