أتى ب (أنت) وجعله توكيدا للضمير في (إياك) وأراد أن يعلمك أن التوكيد إذا أتى جاز أن يقع العطف عليه ويرفع المعطوف ؛ وجاز أن تعطف مع مجيء التوكيد على (إياك).
و (أن تقربا) مفعول ينتصب بالفعل الذي عمل في (إياك) وأصله أن يدخل عليه حرف الجر ، ولكنه حذف منه لطوله. أراد أنهما رجسان لا يقرب مثلهما المساجد ، ولم يقصد القبلة بعينها ، ولكنه أراد المسجد واحتاج إلى ذكر القبلة للوزن.
ويجوز أن يكونا قد أمّا الناس وصليّا بهم ، فنهاهما عن القرب من القبلة وهو يريد الإمامة (١).
[الرفع على الخبرية ـ للمعنى]
١٩٥ ـ قال سيبويه (١ / ١٤٢) قال الشاعر (٢) :
اعتاد قلبك من سلمى عوائده |
|
وهاج أهواءك المكنونة الطّلل |
(ربع قواء أذاع المعصرات به |
|
وكلّ حيران سار ماؤه خضل) (٣) |
__________________
(١) التفسير الأخير غير مقبول مع وجود (عبد المسيح) في صدر البيت ..
(٢) هو عمر بن أبي ربيعة ، وذلك عند البغدادي في شرحه لشواهد المغني الشاهد ٨٣٤ ورقة ٧٥٥ / أمخطوط استانبول (طبع منه أربعة أجزاء) وفيه (أحزانك) بدل أهواءك. وليس البيتان في ديوانه.
(٣) روي البيتان في شرح النحاس ٤٣ / أوجاء في صدر الأول (من ليلى عوائدها) وفي عجزه (وهاج أهوالها) والأهواء أجود.