[إضافة اسم الفاعل إلى معموله]
١٦٢
ـ قال سيبويه (١
/ ٨٤) قال الفرزدق :
(أتاني على القعساء عادل وطبه
|
|
برجلي لئيم
واست عبد يعادله)
|
فقلت له ردّ
الحمار فإنه
|
|
أبوك لئيم
رأسه وجحافله
|
الشاهد في إضافة اسم الفاعل إلى المفعول ، يريد : عادلا وطبه ،
ثم أضاف.
يهجو الفرزدق
بهذا جريرا ، يقول : أتاني وهو على أتان قعساء ، والقعس : خروج الصدر ودخول الظهر.
والوطب : / زقّ اللبن. يعني أنه راعي غنم ، قد حلبها في المرعى ، وحمل لبنها على
أتان حتى يأتي أهله. وراعي الغنم يكون معه حمار يركبه. وراعي الإبل لا يحتاج إلى
حمار ، لأنه إذا أراد أن يأتي أهله ركب قعودا وجاءهم بما يلتمسون.
وقوله : عادل
وطبه ، يعني أنه يعدل وطبه على الأتان حتى لا تميل في أحد الجانبين ، وأراد أن
خلقه كخلق العبيد الرعاء. وقوله : فقلت له ردّ الحمار ، وقبله : أتاني على القعساء
، وهي أتان ؛ وجهه عندي أنه رجع إلى الجنس ، لأنه قبل التبيين ، يقال : حمار ، على
لفظ الذكر يراد به الجنس ، وإذا علم أنها أنثى قيل : أتان. ويجوز أن يكون أراد
حمارا غير الأتان التي كان راكبها ، والجحافل من ذوات الحافر بمنزلة الشفاه من
الناس.
__________________