قد علم الله سبحانه ولا يستشهده باطلا إلا من كان عن حلية الدين عاطلا أنى يذكر القاضى الأجل الامام جمال الاسلام أهل الضمير ولمفارقته عاتب على المقادير والشوق ينشرنى ويطوينى ويرمينى لواعجه فيصيمينى :
وإنى لتعرونى لذكراك نفضه |
|
كما انتفض العصفور بالله القطر |
لئن كانت أيام الاجتماع قصارا فقد عقدتها على جيد الزمان تقصارا وها أنا أشكو البين وعزابه وأدعو على الحادى حين ساق ركابه فكم شجانى هذا بالتعنيب ودهانى ذلك لفراق الحبيب :
إذا ذكرتك النفس منا فقل لها |
|
أفيقى فأيهات الهوى من مزارك |
قد كنت لفى بين يدى هجر وفى ليل لاستفر أخرياته عن فجر ، حتى القى إلى كتابه الكريم وعرض على دره النظيم فضاهى بخطه روضا مجودا وباهى بلفظه قلائد وعقودا وأطفأ بوروده لوعتى صبابة ووجد ، وكأنما زعقت بفصاحته خياشيم نجد :
تسابل عنا أم ودعة والهوى |
|
إليها وإن كانت بعيدا مرارها |
فان تسألى عنافا نابيلدة |
|
طويل علينا ليلها ونهارها |
فالمترقب من تطوله أن يستمر على هذه الوتيره ، ويسترسل إلى استرسال حارثة إلى أبى المغيرة ولرأيه فى ذلك مضاؤه إنشإ الله تعالى