السري ، إن الاسم : ما دل في نفسه على معنى مفرد غير مقترن بزمان محصل ، حد مكسور ، وذلك لأنه قال :
إنما قلت : ما دل في نفسه ، احترازا عن الحرف ، لأن الحرف ، يدل على معنى في غيره.
وقال : قولي على معنى مفرد غير مقترن بزمان ، احتراز عن الفعل ، لأن الفعل ، يدل
على معنيين : حدث ، وزمان. والاسم ليس كذلك. هذا حد مكسور ، لأن أنواع المصادر
كلها ، تدل على معان في الفاعل. فالضرب يدل على معنى في الضارب ، والأكل يدل على
معنى في الآكل.
فإذا كان كذلك
، فقد بطل قوله : الاسم ما دل في نفسه ، لأن قولهم : ضرب ، يدل على معنى في
الضارب. وقوله : على معنى مفرد ، باطل بقولهم : الاصطباح ، والاغتباق ، لأنه يدل
على معنيين : زمان ، وشرب فيه. فهو اسم دل على معنيين. وإذا كان كذلك ، فهذا حد
عام ، وقد بطل ، فما ظنك بغيره؟!.
وقد قال أبو
علي : إن قول ابن السري : غير مقترن بزمان محصل ، يفسد بقولهم : يضرب ، وسائر
المضارع ، لأن قولنا : يضرب ، فعل ، وهو غير مقترن بزمان محصل. ألا ترى : أنه يصلح
للحال والاستقبال جميعا. وعلى موجب قوله ، ينبغي أن يكون (يضرب) : اسما وقد بطل
ذلك ، فبطل حده.
وقد قال
الجرجاني : الاسم : كل كلمة عريت من الدلالة على الزمان ، لا من
طريق الوضع وكان [٢ / ب] له إعراب : لفظا ، وتقديرا . قال : ومعنى قولي : عريت من الدلالة على الزمان ،
احتراز من الفعل : لأن الفعل يدل على الزمان. وقال : وقولي : لا من طريق الوضع ،
احتراز عن قولنا : اليوم والليلة ، فإنه وضعا للزمان ، وكان له إعراب ، لفظا ،
وتقديرا : احتراز عن الحروف ، إذ لا إعراب لها ، لا لفظا ، ولا تقديرا. هذا كلامه
، وهو فاسد أيضا ، كما فسد قول ابن السري. ألا ترى : أن الاصطباح ، والاغتباق ،
اسمان ، ولم يعريا من الزمان إلا من طريق الوضع. وقوله : وكان له إعراب : لفظا أو
تقديرا ، باطل بقولهم : مررت برجل يضربك ، لأن قولك : يضربك ، معرب : لفظا ،
__________________