لله الذي أمكن منك على غير عهد ، وأراد قتله فقال الأشعث : أنا سفير قومي والمستأمن لهم ، فقال زياد : لماذا استأمنت فأين اسمك فيهم ان كنت فيهم خليت سبيلك فقال الأشعث : بيني وبينك خليفة رسول رب العالمين صلّى الله عليه. فأوثقه رباطا فوجه به إلى أبي بكر وعرفة في كتابه بقضيته فلما قدم به على أبي بكر عرف به أبا قحافة (١) وكان لا يمضي أمرا دون مشاورته فقال له : لا تقتل الأشعث ولكن منّ عليه وأطلقه وزوجه اختك ففعل فولدت له محمد بن الأشعث.
وسار خالد بن سعيد بن العاص إلى خولان سخيم فقتلهم وسلبهم.
وروي ان أبا بكر رضي الله عنه بعث علي بن أبي طالب (٢) رضي الله عنه إلى أرض تهامة والمصانع (٣) وحضور (٤) وجبل الورس (٥) وأرض عك (٦)
__________________
(١) هو والد أبي بكر واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن معدان بن تيم انظر ابن سعد ٣ : ١٦٩ وطبقات خليفة بن خياط ١ : ٩٨.
(٢) علق في هامش المخطوطة على قوله هذا بما يلي : هذه رواية باطلة. ما علم ان أمير المؤمنين عليه السلام خرج من المدينة من بعد موت النبي صلّى الله عليه وسلم إلا بعد توليه الخلافة ا ه. قلت وجدت في نثر الدر المكنون للاهدل ص ٧٧ «قال في تحفة الزمن للحافظ ابن الديبع (كذا) انه عليه السلام دخل اليمن حاكما ومفقها وأقام بصنعاء أربعين يوما ودخل عدن أبين من بلاد حجة وقد خربت من زمن طويل. ويقال انه دخل اليمن في خلافة أبي بكر رضي الله عنه ودخل عدن أبين ثانية وخطب على منبرها» قلت انظر هذا الخبر في تحفة الزمن للأهدل بتحقيقنا ص ٤٢ والعسجد : ١٦.
(٣) المصانع : جبال مرتفعة بالشمال الغربي من صنعاء بمنطقة ثلا وترتفع عن سطح البحر ب ٣٢٠٠ مترا (انظر معجم البلدان للمقحفي : ٥٩٩).
(٤) حضور : بفتح الحاء جبل شامخ غربي صنعاء بمسافة ١٨ ك م (معجم البلدان : ١٨٠).
(٥) الورس : نبات يزرع في اليمن ونباته مثل نبات السمسم فإذا جف عند إدراكه تفتق فينتفض منه الورس وقيل انه يمكث في الأرض قدر عشر سنين يثمر كل سنة وأجوده حديثه ومنه صنف يسمى الحبشي لسواد فيه ويخرج صبغه أصفر خالص الصفرة وأقرب إلى الحمرة وقريب من صبغ الزعفران (انظر المعتمد للملك المظفر الرسولي : ٥٤٧).
(٦) عك : بفتح العين وتشديد الكاف. من قبائل الأزد من ولد عك بن عدنان بن عبد الله بن عبد الله بن الأزد بن الغوث بن النبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ.