جمادى من سنة ثلاث وأربعمائة هذه نزل في دار ابن مروان عند أحمد
بن الهواش. ولم ينزل عنذ جعفر.
فلما كان صباح يوم
الخميس ركب فعرض خيل شيعة صنعاء في الميدان ، وسار إلى قبر الزّيدي وهو في المسجد
فأمر بهدم المسجد فهدم بعضه ثم طلب إليه فخلّاه ودخل على فرسه ومعه أخوه جعفر
وجماعة من بني الهواش فهبطوا عن خيلهم وصفّروا لها تبول على القبر فلم تبل ولا
واحد منها ، أمر أن ينبش ويحرق ويخرج من المسجد فحفر عليه بعض القبر ثم طلب إليه [٣٦
ـ ب] فتركه وأمر أن يكتب في حجر يقصّ فيها كيف سبب قتله ومعصيته الإمام المهدي
الحسين بن القاسم.
وسار إلى قبر علي
بن سليمان العلوي الذي قتل مع الهادي وهو في الجبانة فترحّم عليه. وراح من
فوره فكتب إلى المنصور كتابا غليظا يقول فيه : ان كنت لم تعامل ابن مروان وكنت
بريّا وصلت. فلما وصل الكتاب إليه وهو في الحقلين في مراكزة ابن مروان. وقد كانت
كتبه كل يوم وليلة تصل إلى الإمام يسأله المادة والعون فقد عزم ابن مروان ان يغلب
على البلد بمال ابن زياد ورجاله.
فسار المنصور في
جماعة وافرة من بني عمه والأبناء. وذلك ليلة الجمعة في عشر باقية ووصل بدرع نفيس فأهداه له واعتذر وأصحّ له الأمر فقبل عذره
وأمره أن يعود وعرفه انه سائر طريق خدار فسار المنصور من صنعاء طلوع الشمس حتى صار
في الحقلين عائدا.
وأصرخ الإمام في
كافة حمير وغيرهم. وأرسل لهمدان فلم يصل منهم أحد ولا من بني الحارث.
__________________