قصّر عن الشّولة فنزل بالفقار (١) فيما بين القلب والشّولة. وربما عدل عن البلدة فنزل بالقلادة (٢). وربما قصّر عن الفرغ (٣) الثاني فنزل بالكرب (٤) ، وهو وسط الفرغين (٥). وربما نزل ببلدة الثعلب بين (٦) الدّلو والسّمكة.
ويغيب الهلال أول ليلة من الشهر لستة أسباع ساعة تمضي من الليل. ثم يتأخّر مغيبه كلّ ليلة مقدار ستة أسباع ساعة حتى يكون مغيبه في الليلة السابعة نصف الليل ، وفي ليلة أربعة عشر مع طلوع الشمس. وقد يتقدّم ذلك أحيانا ويتأخّر على قدر سرعة القمر وإبطائه ، وتمام الشهر ونقصانه. ثم يتأخر طلوعه ليلة خمسة عشر مقدار ستة أسباع ساعة. ويزيد تأخّره مثل ذلك حتى يكون طلوعه ليلة إحدى وعشرين نصف الليل.
ويطلع ليلة ثمان وعشرين مع الفجر. ثم يستسرّ. وربما استسرّ ليلة ثمان وعشرين فلا يرى في صبحتها. وإذا رئي في صبحة ليلة ثمان وعشرين كان ذلك دليلا على تمام الشهر في الأغلب. وربما رئي بالغداة في يوم ثمانية وعشرين ، ثم يكون الشهر مع ذلك ناقصا. والذي لا يمكن وقوعه أن يرى الهلال بالغداة في المشرق ، وبالعشيّة في المغرب في يوم واحد. وإنما يمكن ذلك في يومين. فأما في ثلاثة فلا شكّ فيه. فإذا كان ذلك في ثلاثة فهو حين يستسرّ ليلتين. فاعلم ذلك ، إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) الفقار : ستة كواكب ، كل كوكب منها فقرة ، وهي في ذنب العقرب أنظر الأنواء ٨٦ ، والأزمنة ١ / ١٩٤.
(٢) القلادة : ستة كواكب مستديرة صغار خفية ، تشبه بالقوس ، ويسميها قوم القوس ، وتسمى الأدحي. أنظر الأنواء ٧٥ ، والأزمنة ١ / ٩٤.
(٣) في الأصل المخطوط : الفرع ، وهو تصحيف.
(٤) أنظر الأنواء ٨٦ ، والأزمنة ١ / ١٩٦. والكرب من الدلو : ما شد به الحبل من العراقي ، وهو وسطها.
(٥) في الأصل المخطوط : الفرعين ، وهو تصحيف.
(٦) في الأصل المخطوط : من ، وهو تصحيف ، والتصويب من الأنواء ٨٦ ، والأزمنة ١ / ١٩٦.