فقال عمر : لا والله
ما ذلك ...
ولكن أردت منعي ، فإن كانت كما تقول فابعثها إليّ ، فرجع عليّ فدعاها فأعطاها حلة
وقال : انطلقي بهذه إلى أمير المؤمنين فقولي : يقول لك أبي كيف ترى هذه الحلّة؟
فأتته بها فقالت له ذلك. فأخذ عمر بذراعها ، فاجتذبتها منه فقالت : أرسل. فأرسلها
وقال : حصان كريم. انطلقي فقولي له : ما أحسنها ... وأجملها. وليست ـ والله ـ كما قلت ،
فزوّجها إيّاه.
حدثنا أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن
بكير ، عن خالد بن صالح ، عن واقد بن محمد بن عبدالله بن عمر ، عن بعض أهله ، قال
: خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم ـ وأمها : فاطمة بنت رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فقال له
علي : إن عليّ فيها أمراء حتى أستاذنهم. فاتى ولد فاطمة فذكر ذلك لهم فقالوا :
زوجه. فدعا أم كلثوم وهي يومئذ صبيّة فقال : إنطلقي إلى أمير المؤمنين فقولي له :
إن أبي يقرؤك السلام ويقول لك : إنا قد قضينا حاجتك التي طلبت.
فأخذها عمر فضمها إليه وقال : إني
خطبتها من أبيها فزوجنيها. فقيل : يا أمير المؤمنين ما كنت تريد ، إنها صبية
صغيرة؟! فقال : إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
يقول : كل سبب منقطع يوم القيامة إلأ سببي. فاردت أن يكون بيني وبين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سبب وصهر.
وذكر عبد الرحمن بن خالد بن نجيح ، نا
حبيب ـ كاتب مالك بن أنس ـ ، نا عبد العزيز الدراوردي ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه
ـ مولى عمر بن الخطاب ـ قال : خطب عمر إلى علي بن أبي طالب أمّ كلثوم ، فاستشار عليّ
العبّاس وعقيلا والحسن ، فغضب عقيل وقال لعلي : ما تزيد الأيام والشهور إلآ العمى
في أمرك ، والله لئن فعلت ليكونن وليكونن.
__________________