والعمال وما حل بهم من النكال وسوء الحال وعارضوا ذلك بسيرة الولاة العادلين وذكرهم الجميل القائم في الباقين مالوا الى ما يصلح العباد ويعمر البلاد من العدالة والرشاد
ومنها ـ ما يحصل للانسان من روية واختبار عند سماع الحوادث ، فيزداد بذلك في أموره عقلا وبصيرة ويتخلق بالصبر والتأسي بأهل الصلاح
ومنها ـ ما يرى الانسان من تقلب الدنيا بأهلها وكثرة نوائبها فبينما أهلها في رغد عيش إذ سلبتهم أنفسهم وذخائرهم. فبهذا يتيقظ العاقل ويعمل للعاقبة وتحصل للمطالع ملكة أعالي الامور والتحارب ، والتحرز من مكايد الدهر والمصائب
ومنها ـ أن الانسان يتجمل بالتاريخ في المجالس ، فيصغي الى أحاديثه خاصة الناس وعامنهم
ولو استوفيت ذكر فوائد التاريخ لطال الكلام والمقصود الاختصار. وفى ذلك قوله تعالى (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا) قال بعض المفسرين : من جملة ذلك النظر في كتب السير وأخبار الماضين من البشر. وقوله تعالى (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) فيه إعلام بذكر الامم الماضية والقرون الخالية