وذكر ابن الزبير : أنه توفى فى ثالث صفر من السنة ، ومولده سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
كتبت هذه ملخصة من تاريخ مصر للقطب الحلبى ، ما خلا ذكر الرباط بمكة ، فإنى استفدته من خط جدى ، ومن حجر الرباط ، وكان مطروحا فيه.
ووجدت بخط جدى ، سمعت الشيخ أبا زيد عبد الرحمن المهدوى ، عرف بالرفا ، وكان من قدماء أصحاب الشيخ العارف أبى على يونس بن الصمات المهدوى رضى الله عنه يقول : قدم علينا إلى المهدية الشيخ أبو مروان الدكالى ، وكان من أكابر أصحاب الشيخ أبى محمد صالح ، فحضرت مجلسه فسمعته يقول : كنت مقيما بمكة ، والشيخ أبو العباس أحمد بن إبراهيم القنجيرى المرى صاحب الشيخ أبى مدين رضى الله عنه ، مقيم بها إذ ذاك ، فنويت زيارته ، فخرجت إليه ، فبينا أنا فى الطريق لقينى بعض الأصحاب فقال : إلى أين؟ فقلت له : لزيارة الشيخ أبى العباس ، فقال : وأنا أيضا أزوره معك. فبينا نحن فى الطريق ، قال لى : أحب أن يطعمنى الشيخ حلاوة ، فقلت : أنت واختيارك. فلما جئنا إلى منزل الشيخ ، استأذنا عليه ، فأبطأ عنا ساعة ، ثم خرج إلينا ، ففتح إحدى البابين ، ووقف فى الأخرى ، فسلمنا عليه ، ثم أخرج دينارا ذهبا فأعطاه صاحبى ، ثم أخذ بيدى ، وأدخلنى منزله وأغلق الباب فى وجهه. انتهى.
وتاريخ وقفه : العشر الأوسط من شوال سنة عشرين وستمائة ، على ما فى الحجر الذى فيه. وفيه أنه : وقف وحبس وسبل وتصدق بجميع هذا الرباط الشارع على المروة المعظمة ، على جميع الفقراء من أهل الخير والفضل والدين ، العرب والعجم ، المتأهلين وغير المتأهلين ، على ما يليق بكل واحد منهم فى المنازل فى هذا الرباط.
٥١١ ـ أحمد بن إبراهيم بن عمر ، القاضى شهاب الدين ابن القاضى برهان الدين ، المعروف بابن المحلى المصرى :
كان وافر الملاءة إلى الغاية ، خبيرا بالتجارة ، وفيه انفعال للخير ، وكان صاحبنا الحافظ شهاب الدين بن حجر يحضه عليه لمكانته عنده ، وجرت له على يده صدقات ، وكان يثنى عليه بالعفة ، وهى عجيبة من مثله ، وكان مبتلى بعلة الصّرع ، وبها مات فى ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من ذى القعدة ، سنة ست وثلاثمائة ، بمكة المشرفة ، عن ست وعشرين سنة ، بعد قدومه إليها بأربعة أيام من اليمن ، وكان طلب منه ليفوض إليه أمر
__________________
٥١١ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ١ / ١٩٧ ، إنباء الغمر ١ / ٦٤٢).