(٣٠) سنة (١).
وقيل إنّ القائد التركي (بجكم) قد أعطى إلى القرامطة مبلغا قدره خمسين ألف درهم لقاء إعادتهم الحجر الأسود إلى الكعبة ، إلّا أنهم رفضوا ذلك وقالوا : (أخذناه بأمر ، وسنرده بأمر) (٢).
وفي سنة (٣٢٠) (٣) للهجرة ، جاء أبو طاهر القرمطي إلى الكوفة ، وكانت بينه وبين (ابن رائق) مكاتبات ، إلّا أنّهما لم يتّفقا على شيء ، فعاد أبو طاهر إلى (هجر) وذهب ابن رائق إلى واسط.
وفي سنة (٣٢٣) (٤) للهجرة ، ذهب الناس إلى الحجّ ، فاعترضهم أبو طاهر القرمطي فقتل منهم الكثير ، وسلب ونهب أموالهم ، ورجع من نجا منهم إلى بغداد ، وقد بطل الحجّ في هذه السنة ، وقيل استولى القرامطة على ألف بعير ، وعليها الأمتعة والأموال.
مات أبو طاهر القرمطي في مدينة (هجر) سنة (٣٣٢) (٥) للهجرة ، وبقي من أخوته ١) أبو القاسم (سعيد) ، ٢) أبو العبّاس ، ٣) أبو يعقوب ، وكانت الرئاسة للجميع ، وكلمتهم واحدة ، ولهم سبعة وزراء.
وقيل مات أبو طاهر القرمطي بمرض الجدري ، ولم يذهب أحد للحجّ في هذه السنة من أهل بغداد ولا من أهل خراسان ، فرحا وابتهاجا بموت أبي طاهر القرمطي.
__________________
(١) آدم ميتز ـ الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري. ج ٢ / ٦٩ وبركلمان ـ تاريخ الشعوب الإسلامية. ص ٢٣٠.
(٢) ابن الجوزي ـ المنتظم. ج ١٤ / ٨٠ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٨ / ٤٨٦.
(٣) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٨ / ٣٣٤.
(٤) الصولي ـ أخبار الراضي والمتقي. ص ٦٩.
(٥) تاريخ الطبري. ج ٦ / ٣٣٦ وابن الأثير ـ الكامل. ج ٨ / ٤١٥.