إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ أفريقية والمغرب

تاريخ أفريقية والمغرب

تاريخ أفريقية والمغرب

تحمیل

تاريخ أفريقية والمغرب

32/162
*

وإذا كان من المعروف عن فترة المهالبة أنهم قد أعطوا اهتماما كبيرا فى إفريقية لإقامة الأبنية والمنشآت التى تميزت بها ، وخاصة فى فترة يزيد بن حاتم (١) الذى كان له دور كبير فى توسيع جامع القيروان ، وإنشاء العديد من الأسواق فى مدينتى تونس والقيروان وغيرهما كما أنشأ هرثمة بن الأعين القصور للمرابطين والزهاد والمحاربين على الساحل ، فإن الأغالبة قد جلبوا المدينة والحضارة فى إفريقية والمغرب الأوسط.

فمن أعظم إنجازات الأغالبة المعمارية تجديد مسجدى القيروان وتونس وهما المعروفان بمسجد عقبة بن نافع ومسجد الزيتونة ـ فمسجد القيروان قد تعرض لعدة تجديدات منذ أن أسسه عقبة بن نافع الفهرى إلى نهاية عصر الأغالبة ، وذلك فى عهود : حسان بن النعمان وحنظلة بن صفوان وزيادة الله بن الأغلب الذى أدخل عليه التجديدات الحاسمة ، ورفع قبابته ومئذنته وإعطائه صورته الحالية ، ويذكر ابن عذارى (٢) أن زيادة الله أنفق أموالا كثيرة فى هذا العمل ، وكان يفتخر بهذا العمل فيقول : «ما أبالى ما قدمت عليه يوم القيامة ، وفى صحيفتى أربع حسنات : بنيانى المسجد الجامع بالقيروان ، وبنيانى قنطرة أم الربيع ، وبنيانى حصن مدينة سوسة ، وتوليتى أحمد بن أبى محرز قضاء إفريقية» (٣).

وقال الأستاذ أحمد فكرى عن جامع القيروان فى كتابه «آثار تونس الإسلامية ومصادر الفن الإسلامى» : «ولا يقتصر فضل القيروان على التخطيط ، فإن هذا المسجد العظيم يحوى عناصر معمارية ظهرت فيه لأول مرة فى تاريخ العمارة أو على الأقل يبقى فيها أقدم الأمثلة التى لاقت من بعده اتشارا كبيرا فى بلاد الشرق والغرب ، وأصبحت من العناصر المميزة للعمارة الإسلامية ، وأذكر من هذه العناصر أقواس مسجد القيروان» (٤).

__________________

(١) الرقيق القيروانى المصدر السابق ١٩٥٠ ، وحسن حسنى عبد الوهاب ورقات ج ١ ص ٦٠ ود / السيد عبد العزيز سالم المرجع السابق ٢٧٦ والمالكى ورياض النفوس ج ١ ص ٤٥.

(٢) ابن عذارى المصدر السابق ج ١ ص ١٣٨.

(٣) أحمد فكرى آثار تونس الإسلامية ومصادر الفن الإسلامى ٥٧.

(٤) حسن حسنى عبد الوهاب ورقات ج ١ ص ١١٣ ، وزكى محمد حسن فنون الإسلام ٦١.