وما يلفت النظر قبل كل شىء اهتمام أبى دلف بمعرفة أساس أو اصل مختلف المعادن المفيدة. ويرجع ذلك حسب قوله إلى أعماله فى الصيدلة والكيمياء. وأبو دلف يذكر أكثر من ٤٠ مكانا يوجد فيها المعادن أو الأحجار الطبيعية كالذهب والرصاص والزئبق والنحاس والألومنيوم ومعادن أخرى كثيرة. وفى هذا الصدد ينبغى الإشارة إلى اهتمام أبى دلف الكبير بالأصول المعدنية والصفات العلاجية أو الدوائية لبعض النباتات.
ويكاد يكون أكبر مكان فى «الرسالة» مخصصا لوصف ألآثار لا سيما العتيقة منها غير المعروفة لعاهله وحاميه أما الوصف التفصيلى بصفة خاصة فهو لآثار العصر الساسانى. (١)
ويورد أبو دلف عدة أساطير يقوم جزء كبير منها على أساس التقاليد الشعبية الشفهية وكذلك يورد حكايات عن بعض الظواهر الطبيعية الممتعة وبعض المعلومات ذات الطابع التاريخى والاقتصادى والثقافى التاريخى والجغرافى.
هذا هو طابع مضمون «الرسالة الثانية» : تركيز كبير ممتع بصورة لا نصادف لها مثيلا ومادة علمية قيمة تضعها فى عداد المصادر القيمة للتاريخ العام والجغرافى للقوقاز وإيران. والاهتمام الخاص تمثله المعلومات الخاصة بالمصادر النفطية فى باكو والمعادن المفيدة فى أرمينيا ، ومعدنيات وطواحين تفليس
__________________
(١) ليس أبو دلف فى هذا الصدد استثناء فخلال كثير من السنين بعد غزو العرب للفرس كان جغرافيوهم فى القرنين ٩ ـ ١٠ يعتبرونه من الواجب ادراج أو ذكر المبانى الرئيسية للساسانيين ويذكرون أن خسرو بنى فى زمنه بلدة وقلعة ، وحصنا وجسرا.
ك. أ. انترانتسوف : دراسات ساسانية. سانت بطرسبورج ١٩٠٩ س ٤.