هدمها إلى الأرض ، وبناها على قواعد إبراهيم ـ عليهالسلام ـ وأدخل فيها الحجر ، وجعل لها بابين (١).
فلما قتل الحجاج عبد الله بن الزبير هدم بناء ابن الزبير من الكعبة فى سنة أربع وسبعين ، وجعلها على ما هى عليه الآن ـ كما قد ذكرت ذلك فى كتاب «الإشارة والإعلام ببناء الكعبة البيت الحرام» ذكرا شافيا.
* * *
عبد الملك بن مروان
ابن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى. قام بدمشق بعد موت أبيه فى شهر رمضان سنة خمس وستين ، وبمكة عبد الله بن الزبير يدعى له بالخلافة ، وعلى العراق المختار بن أبى عبيد الثقفى (٢) يدعو لمحمد بن الحنفيّة (٣) ، والأرض تستعر حربا منذ قتل الحسين بن على بن أبى طالب ـ رضى الله عنهما ـ فساعدت الأقدار عبد الملك بن مروان وقتل جميع من خالفه ، وأقام فى الخلافة بعد ابن الزبير ثلاث عشرة سنة وأربعة أشهر إلا سبع ليال ـ كما قد ذكرت ترجمته وترجمة أبيه فى التاريخ الكبير لمصر ـ فإنهما دخلاها.
وحجّ عبد الملك فى خلافته سنتين ، إحدهما سنة خمس وسبعين فهمّ شبيب بن يزيد(٤) ـ أحد الخوارج ـ أن يفتك به ، فبلغه ذلك فاحترس وكتب إلى الحجاج بن يوسف ـ بعد انصرافه ـ يأمره بطلب صالح بن مسرّح (٥) وغيره من الخوارج ، فكان من أخبارهم ما قد ذكر فى موضعه.
__________________
(١) انظر : (تاريخ مكة ٢ / ٤٥ ، ٥٧ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٣٦٥ ، ٣٧١).
(٢) انظر : (الإصابة ترجمة ٨٥٤٧ ، الفرق بين الفرق ٣١ ـ ٣٧ ، ابن الأثير ٤ / ٨٢ ـ ١٠٨ ، الطبرى ٧ / ١٤٦ ، الحور العين ١٨٢ ، ثمار القلوب ٧٠ ، فرق الشيعة ٢٣ ، المزربانى ٤٠٨ ، الأخبار الطوال ٨٢ ـ ٣٠٠ ، الذريعة ١ / ٣٤٨ ، ٣٤٩ ، الغدير ٢ / ٣٤٢ ، ٣٤٥ ، الأعلام ٧ / ١٩٢).
(٣) انظر : (طبقات ابن سعد ٥ / ٦٦ ، وفيات الأعيان ١ / ٤٤٩ ، صفة الصفوة ٢ / ٤٢ ، حلية الأولياء ٣ / ١٧٤ ، البدء والتاريخ ٥ / ٧٥ ، نزهة الجليس ٢ / ٢٥٤ ، الأعلام ٦ / ٢٧٠).
(٤) انظر : (وفيات الأعيان ١ / ٢٢٣ ، البيان والتبين ١ / ٧٤ ، المقريزى ١ / ٣٥٥ ، جمهرة الأنساب ٣٠٧ ، ابن الأثير ٤ / ١٥١ ، ١٦٧ ، الطبرى ٧ / ٢٥٥ ، وما قبلها ، اليعقوبى ٣ / ١٩ ، البدية والنهاية ٩ / ٢٠ ، المعارف ١٨٠ ، الأعلام ٣ / ١٥٧).
(٥) انظر : (ابن الأثير ٤ / ١٥٢ ، الطبرى ٧ / ٢١٧ ، الأعلام ٣ / ١٩٧).