وفى الصحيح أنه
ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة وليس نقب من نقابها إلا وعليه
الملائكة صافين يحرسونها. والنقب ـ بفتح النون وضمها وسكون القاف ـ هو الباب وقيل
الطريق وجمعه نقاب.
وفى رسالة «الحسن
البصرى» رضى الله عنه التى كتبها لبعض إخوانه بمكة المشرفة يرغبه فى الإقامة بها
حين بلغه أنه نوى التحول عنها ، قال صلىاللهعليهوسلم : خير بلدة على وجه الأرض وأحبها إلى الله عزوجل مكة.
وقال صلىاللهعليهوسلم : من مات بمكة فكأنما مات فى السماء الدنيا. وقال صلىاللهعليهوسلم : من صبر على حر مكة ساعة من نهار تباعدت منه جهنم مسيرة
مائة عام.
وقال صلىاللهعليهوسلم : من مرض يوما واحدا بمكة كتب له من العمل الصالح الذى كان
يعمله فى غيرها عبادة ستين سنة.
وقال صلىاللهعليهوسلم : ما أحد يخرج منها إلا ندم وما من أحد يخرج منها ثم يعود
إلا ولله عزوجل فيه حاجة.
وقال صلىاللهعليهوسلم : المقام بمكة سعادة والخروج منها شقاوة ، ثم ما أعلم
اليوم على وجه الأرض بلدة يرفع منها الحسنات وأنواع البر كل واحد منها بمائة ألف
ما يرفع من مكة ، وما أعلم بلدة على وجه الأرض فيها شراب الأبرار ومصلى
الأخيار غيرها.
(أقول) : قد
علمتهما فيما سبق فلا يحتاج إلى تكرارهما. انتهى.
ثم ما أعلم بلدة
على وجه الأرض يصلى فيها حيث أمر الله نبيه صلىاللهعليهوسلم إلا بمكة قال الله تعالى : (وَاتَّخِذُوا مِنْ
مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) (سورة البقرة :
١٢٥).
ثم ما أعلم بلدة
يصل فيها للانسان عن طاعات الله تعالى ما يصل إليه بمكة.
ثم ما أعلم بلدة
على وجه الأرض إذا دعا أحد بدعاء أمنت الملائكة على دعائه إلا بمكة حول البيت
الحرام. ثم ما أعلم بلدة يحشر منها من الأنبياء والصديقين والأبرار والفقهاء
والزهاد والعباد والصالحين من الرجال والنساء ما يحشر من مكة ، إنهم يحشرون آمنين
يوم القيامة من عذاب الله .
__________________