رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن
الدجال لا يطأ مكة ولا المدينة ، وأنه يجئ حتى ينزل في ناحية المدينة فترجف ثلاث
رجفات ، فيخرج إليه كل كافر ومنافق».
وفي رواية : «ليس من بلد إلا
سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة» وهي في «الصحيحين».
والمدينة المنورة
محفوظة لا يدخلها الطاعون ، ففي «الصحيحين» قال صلىاللهعليهوسلم : «على
أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال» والأنقاب جمع نقب ، وهو الطريق على رأس الجبل ، وأنقاب
المدينة طرقها وفجاجها.
والسر في ذلك أن
الطاعون وباء عند الأطباء ، وقد صح أنهم لما قدموا المدينة وأصابهم أمراض عظيمة
وحمى شديدة ، دعا لهم النبي صلىاللهعليهوسلم فكشف عنهم ذلك ، وقال : «اللهم انقل وباءها إلى خم» وخم ؛ مكان على ثلاثة أميال من الجحفة التي هي جهة رابغ.
قال القرطبي :
الطاعون هو الموت العام الفاشي ، ونعني بذلك أنه لا يكون في المدينة من الطاعون
مثل ما يكون في غيرها من البلاد ، كالذي وقع في طاعون عمواس ، وقد أظهر الله تعالى
صدق رسوله صلىاللهعليهوسلم ، فإنه لم يسمع من النقلة ولا من غيرهم من يقول : أنه وقع
في المدينة طاعون عام وذلك ببركة دعائه صلىاللهعليهوسلم حيث قال : «اللهم صححها لنا».
والمدينة المنورة
لا تقبل خبثا ، فهي كالكير في إزالة الخبث عنها كما في «الصحيحين» أن أعرابيا بايع النبي صلىاللهعليهوسلم فأصابه وعك بالمدينة ، فقال : يا محمد! أقلني بيعتي ـ أي
أعفني من مبايعتك ـ فأبى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فخرج الأعرابي ، فقال صلىاللهعليهوسلم : «إنما
المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها» أي يخلص وتشتد رائحته.
قال بعضهم : هذا
خاص بزمن حياته صلىاللهعليهوسلم ، وصحح النووي أنه عام يشمل كل زمان ، فقد جاء في الحديث
الصحيح : «لا
تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد» قال الزركشي : هذا ـ والله أعلم زمن الدجال.
المدينة المنورة
لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير