صلى الله عليه وسلم كلهن رضي الله تعالى عن جميعهن ما عدا فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها وهو قرب مشهد عقيل ولا شك أن من مات من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في حياته كان في قبة قرب قبر عثمان بن مظعون لما ورد في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات عثمان بن مظعون وضع عند رأسه حجرا قال اعلّم به قبر أخي وأدفن فيه من مات من أهلي وهذا المشهد قريب من ذلك.
ومنها مشهد سيدنا إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم فيه قبره وقبر عثمان بن مظعون فقد جاء في الحديث أن أول من دفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع عثمان بن مظعون فلما توفي ابنه إبراهيم قالوا يا رسول الله أين نحفر له قال عند فرطنا عثمان بن مظعون وفي الحديث ما يدل على أن بنات النبي صلى الله عليه وسلم هناك فقد روى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما لما ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون والثابت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحضر ابنته رقية لغيبته ببدر وانه حضر ابنته أم كلثوم وزينب قال السمهودي أصل المروي في الطبراني وأرد في أحداهما ثم قال والظاهر إنهن جميعا عند عثمان بن مظعون لقوله عليه الصلاة والسلام لما وضع الحجر عند رأس عثمان بن مظعون اعلّم به قبر أخي وأدفن إليه من مات من أهلي رواه ابن ماجه بفتح الجيم مخففة والحاكم وفي ذلك المشهد أيضا قبر فاطمة بنت أسد أم علي رضي الله عنه كما حققه السيد واستدل لذلك بأحاديث ثم قال وهذا صريح في مخالفة ما عليه الناس اليوم في المشهد المنسوب إليها في فم زقاق أقصى البقيع من شرقيه بل ليس من البقيع وفي هذا المشهد قبر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فقد روي عن حميد بن عبد الرحمن قال أرسلت عائشة إلى عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنهما حين نزل به الموت أن هلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أخويك فقال ما كنت مضيقا عليك بيتك إني كنت عاهدت ابن مظعون أينا مات دفن إلى جنب صاحبه.