بين طرابلس وقابس
خصوصا أهل الساحل منهم فهم] بهذا المذهب المذموم يتقربون ببيع من يجتاز بهم من
المسلمين إلى الروم فتجد الناس لأجل ذلك يتحامون الانفراد في قراهم ويجتنبون أيواءهم
وقراهم من بقايا الشرذمة الضالة التي قام بها أبو يزيد مخلد بن كيداد في إفريقية
فانه لما أظفر الله به وأراح البلاد والعباد منه تفرقت أتباعه في الأقطار فسكنت
هذه الشرذمة بهذه المواضع وسكنت طائفة أخرى بجبل بجاية وقسنطينة وما والاها إلى
بونة ومالت طائفة أخرى إلى بلاد الجريد فاستوطنت نفطة ونفزاوة وما والاهما من
البلاد وكلهم خوارج غلاة في مذهبهم مكفرون للعصاة على ما هو معروف من مذهب الخوارج
كمذهب المعتزلة في إشاعتهم من إطلاقهم أسم الكفر على من واقع كبيرة ولم يتب منها فإن
المعتزلة لا تسميه كافرا ولا مؤمنا وتسميه متوسطا بان توسطوا في هذا بين مذهب أهل السنة ومذهب الخوارج والمتصلحون منهم
يتماسحون بثيابهم ثياب أحد ممن ليس على مذهبهم ولا يؤاكلونه في آنية وإن استقى
عابر سبيل ماء من بعض آبارهم استخرجوا ماء البئر كله فماحوه وثياب الجنب عندهم لا
يقربها طاهر وثياب الطاهر لا يقربها جنب.
قال التجاني وقد
شاهدت منهم من كان على طهر إذا أحب غسل ثوبه الذي اجتنب فيه يرفعه بعصا أو محجن ثم
يلقيه في البحر فيخضخضه بعصاه ساعة ثم بعد ذلك يتناوله بيده ويوجبون على أنفسهم
الغسل صباح كل يوم أجنبوا أو لم يجنبوا رجالا ونساء يتوضئون ثم يتيمون وقد شاهدت
هذا منهم كثيرا ويشترطون في
__________________