ثم وصلوا إلى بيت الله محرمين ، وطافوا سبعة أشواط ، طواف القدوم ، ثم زاروا مقام ابراهيم ، وأتموا طواف القدوم بالسعى بين الصفا والمروة ، سبعة اشواط.
وفجأة وصل الباشا إلى مخيم الشريف سعد ، فأطار ذلك صواب الشريف. فقال سعادة الباشا مطيبا خاطره ، ومسريا عنه :
(لقد شرفتم مخيمنا صباحا .. ولكم خلعه سلطانيه (١) من سلطاننا صاحب السعادة وفرو سموري ، وخط شريف (٢) يتعلق ببقاءكم فى مكانكم ... فلندخل سويا إلى مكة بالموكب المحمدي ، ولنصعد إلى عرفات معا).
__________________
(٦) طيش آغالرى : Dis A\'galari : مصطلح ادارى يطلق على صنف من كبار رجالات الدولة وموظفيها. وكان يطلق عليهم أيضا «بيرون آغالر» أى آغوات الخارج. وهو يقابل أو يضاهى لقب آغوات الداخل. وكان على رأسهم آغا الانكشارية ثم يتلوه العزب ، والسباهية ، والسلحدار وصاحب العلوفة ، وآغوات قوات المقدمة أى القوة المهاجمة فى مقدمة الجيش. وهم من يمكن أن نطلق عليهم قوات الاستطلاع فى العصر الحديث ..
أهمهم هو آغا الانكشارية فهو بمثابة رئيس أركان الجيش ، وقوته الضاربة ، فهو قائد المعسكرو أعلاهم رتبة. ثم جاء منهم الوزراء. وكانت لهم أهميتهم الخاصة لموقعهم فى الجيش ، يومية الواحد منهم ٥٠٠ آقچه ، عدا المخصصات اللازمة لتربية وتدريب المئيات من الخيول اللازمة للجيش بفرسانها.
يتلوه فى الأهمية آغا الغرب ؛ وكانت قوات الغرب فى عصر السلطان محمد الفاتح وعند فتح القسطنطينية ١٤٥٣ م ما يزيد عن ثلاثين ألف مقاتل. كان لهم السباهية ، والسلحدارية ، والعلوفجية «التموينات» وجميعهم من فرسان الخياّلة. وكانوا عبارة عن أربعة طوابير ، العلوفية ، والغرباء «العزبان» عن اليمين واليسار ، والأخرين فى الوسط. يوميه الآغا مائة آقچة. كما أن لهم مخصصات سنوية ما بين ١٦ ـ ١٧ ألف أقچة كعلوفة. «شعير»
أم الصنف أو الصف الثانى من آغوات الخارج ؛ منهم رئيس المدفعجية ، ورئيس الجبخانجيه ـ المسئوول عن الذخيرة والمفرقاعات ، ورئيس العربجية. أى المسئول عن عربات جر المدافع ، ورئيس الفرقة الموسيقية .. موسيقات المعسكر. وكانوا يبلغون جميعا اثنى عشر فردا ويعتبر أمير الأطبل. ومربى الصقور ، وكلاب الصيد أيضا من آغوات الخارج.
وبإختصار فإن كل من يعمل بالخدمة خارج السراى يمكن أن ينطبق عليه أى آغا الخارج. «المترجم»
(١) الخلعة السلطانية : مصطلح يطلق على الجبة ، أو القفطان الذى يلبس فوق الملابس. وهو فى الغالب قفطانا يقدم من السلطان إلى من قدّم خدمة خليلة للدولة من كبار موظفيها.
كما أنه يطلق على ما يلبس فى المراسم الرسمية من الملبوسات ، وكان يهدى من السلطان أيضا ، وممن كان السلطان يتطلطف عليهم بالخلع السلطانية ؛ الصدر الأعظم ، والوزراء ، ورؤساء الجند ، وشيخ الإسلام ، وشريف مكة.
كانت الخلع من الفراء الثمين ، أو الجوخ أو القماش الغالى القيمة .. وهى عادة اسلامية عرفتها الحضارة الإسلامية منذ صدر الإسلام.
ظلت هذه العادة معمول بها فى الدولة العثمانية حتى ألغيت فى عصر السلطان محمود الثانى وحلّ محلها تقديم ساعة مرصعة أو طبق من الذهب ، أو غليون مرصع وما شابه ذلك. (المترجم)
(٢) خط شريف : مصطلح إدارى كان يطلق على الأمر الصادر من طرف السلطان بصدد أمر معيّن أو بشأن تعيين شخص فى وظيفة معينة. فلم تكن هناك ضرورة أن تخرج جميع الأوامر بخط يد السلطان بل كان الكتبة أو الكتّاب هم الذين يحظون الأوامر ، ثم يوقع فقط من قبل السلطان. وكانت الأوامر تكتب على ورق خاص بالسراى ، وتكون عليها طغراء السلطان.