فوقعت عينها على
نبع قد نبتت من حوله أشجار كثيرة كجنة نضرة وقد تنفست سواء من التراب أنواعا من
الرياحين والبراعم أو تفتقت أكماما من الأشجار وهى عند حواف النبع صافات.
النبت ميال على
رملاته
|
|
والماء سيال على
أحجاره
|
ظهرت فتاة فضية
الجسد ياسمينة الصدر ، تتعلق بها القلوب وتثير الوجد ، ذوائبها كسنابل الشمس ، وكل
ما فيها لطف قمرية الطلعة ، عذبة الحديث ، كلما وضعت عينها سهما من أهدابها فى قوس
حاجبها وأطلقت غمزة من عينها أصابت به من القلوب الصدر والعجز.
مواز بعض فى
الحسن بعضا
|
|
ولكن ماله شكل
مواز
|
يسل من الجفون
سيوف الحظ
|
|
بها يدعو القلوب
إلى البراز
|
وقد صففت جدائلها
وحففت ذوائبها وطرحتها خلف ظهرها فسلبت بهما استقرار الأرواح لعدم استقرارهما فى
مكانهما.
ـ ذؤابتك التى
تتحرك عفوا ، تتحرك دوما لسفك دمنا.
ـ فإن لم يكن
التكرار درسا للحفاء فلماذا لم تقل : قلم إذن تتحرك.
وشمرت عن ساعديها
وكشفت عن ساقيها فأظهرت على القدم خلخالا وأبدت على الوجه خالا.
ومرموق له فى
الخد خال
|
|
كمسك فوق كافور
نقى
|
تحير ناظرى لما
رآه
|
|
فصاح الخال صل
على النبى
|
وهى على هذا النحو
تفرق حبال الكتان مقيدا بها ألف قلب وروح فى ماء ذلك النبع ثم تضربها فوق الصخر
وفى الصباح عادت تلك الشرارة بوابل من الأذى والمشقة إلى كيانى واستولى داء سوداء
العشق علّى كلما أردت أن أنتزع القلب من جوال ذلك الطيف فلا يتيسر ذلك الأمر ولو
بقدرة البشر كله :
ما بين جنبى داء
من هوى عجب
|
|
وما لدائى إلا
وصلها آس
|
__________________