ـ فأى انتساب يصلح لك مع الآخرين والمثل يقول بأن لا شأن قط" للمرغزى" مع" الرازى".
لقد رحل ألوف الآلاف من أسلافك دون أن يضرب أحدهم قط بفأس مثل هذه الفكرة فى جذور نفسه فيقطعه ، فأى صلة أو قرابة للأتراك مع ملوك" العراق" إن هذا الأمر بالضبط أشبه بفطيرة وضعت فى كنور حار فهى غير مستساغه عند تناولها وقت العشاء وما بين الترك والتاجيك مسالك ظلمة ، ومهالك ضيقة فانتظرهم ، فالعاقل لا يكدر ماء نهر الصفاء ولا يجدر حسن وجه الوفاء فدائما ما تنتهى المحبة والألفة والقرابة إلى العداوة والنفور ، خاصة مع الأشخاص الذين تكون لهم قدرة ، وقوة ومكنة وشوكة أكثر منك فتكون يد تطاولهم وقدم تعديهم ممتدين نحوك مادمت حيا بحجة القرب والقرابة فإذا ما وصلت حافة القبر نهشوا بأسنانهم الحادة تركتك ، واقتسموها مع أبنائك ، حيث تكون إرثا حلالا لهم ، فلما وصل كلام هذا الشيخ المسن إلى هذا المدى أخذ كل واحد من الباقين يسوق حكاية من الماضى يخطئ بها رأيه ، فكانوا كما هى عادة من لا شأن لهم بإدارة الأمور بعيدين عن قانون العقل وتدبير مآل الحال وقد قيل فى هذا :
ـ خذ النصيحة ممن يملكها لأنك لو أخذتها ممن لا يملكها فسوف تتجرع دوما دم كبدك.
لقد اجتمع اليوم مائة ألف فارس فى ميدان سلطان العالم" تكش بن إيل أرسلان" وكانت على الدوام توجد قرابة لأسلافنا مع السلاجقة ، وأعقاب محمود الفزنوى ولم يقع قط خلل نتيجة هذا كما لم يحدث ضرر من هذه الصلة والقرابة ، ولا يليق بأرباب العقل وأصحاب التميز أن يعتنوا بمثل هذا الحديث الزائف فأقدم على إنفاذ هذه العزيمة وتحقيق هذه النية التى تتضمن مصالح كثيرة ، وفوائد لا تحصى فهى مزدانة باليمن والنجاح والخير والصلاح ، فأمر الملك بأن يمضى لتحقيق هذه الأمنية" السيد جمال الدين أبو القاسم إستراباد" و" الإصفهبد الكبير مجد الدين دارا" و" إبراهيم شرابى" ، وعمه المدعو" سعد الدين زاهد" وأرسل معهم مائة الف دينار نيسابورى ، وأحمالا من الثياب الرومية ، والبغدادية والتفليسية وصناديق من الجواهر ، وخيمة مرصعة باللآلئ ، وخيمة مرصعة أيضا فضلا عن جياد عربية ومهجنة وذلك لعقد النكاح فلما وصلوا إلى