وتنصر ووعدهم قيصر أنه سيأتيهم فبنوا مسجد الضرار.
وكان الذين بنوه اثنى عشر رجلا : خدام بن (ق ١٦٥) خالد ومن بيته أخرج المسجد ومعتب بن قشير وأبو صبية بن الأزعر وعباد بن حنيف وجارية بن عامر وابناه مجمع بن زيد ونبتل بن الحارث ومخرج ويخلد بن عثمان ووديعة بن ثابت وثعلبة بن حاطب مذكور فيهم وفيه نظر لأنه شهد بدرا قاله ابن عبد البر (١).
وكل مسجد بنى على ضرار أو رياء أو سمعة فحكمه حكم مسجد الضرار لا تجوز الصلاة فيه.
قال النقاش (٢) : فيلزم أن لا يصلى فى كنيسة ونحوها فإنها بنيت على شر.
قال القرطبى : هذا لا يلزم لأن الكنيسة لم يقصد بها الضرر بالعين وإن كان أصل بنائها على شر إنما بنوها لعباداتهم وقد أجمع العلماء أن من صلى فى كنيسة أو سعة على موضع طاهر جاز.
وذكر أبو داود عن عثمان بن العاص : أن النبى صلىاللهعليهوسلم أمره أن يجعل مسجد الطائف كانت طواغيتهم وقوله تعالى (لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً) قد يعبر عن الصلاة بالقيام ومنه من قام رمضان إيمانا (ق ١٦٦) أماكنها وهى فى قرى الأنصار.
ومنها :
__________________
(١) هو الإمام أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر عاصم النمرى القرطبى ، ولد سنة ٣٦٨ ه وطلب الحديث قبل مولد الخطيب بأعوام ، وأجاز له من مصر الحافظ عبد الغنى وساد أهل الزمان فى الحفظ والإتقان ، لم يكن بالأندلس مثله بالحديث.
له التمهيد والاستذكار والاستيعاب وفضل العلم والتقصى على الموطأ ، وقبائل الرواة والشواهد ، والكنى والمغازى والأنساب ، مات سنة ٤٦٣ ه.
(٢) هو الحافظ المفسر أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد الموصلى ثم البغدادى المقرى المفسر ، ولد سنة ٢٦٦ ه وسمع أبا مسلم الكجى والحسن بن سفيان والطبقة ، له مؤلف (الغاية) وصنف شفاء الصدور وغريب القرآن والسنة ، مات سنة ٣٥١ ه.