إليك وقال أيضا لانتيبطرس يا ابنى أريد أن أتزوج ابنتك لابن أخيك
أرسطوبولوس فلم يمكنهما رفض أمره فأجابا بالقبول ثم ذهب انتيبطرس إلى فيروراس عمه
وحمل إليه أموالا كثيرة وطلب إليه أن يحتال فى إبطال ما عقده هيرودس من الزيجة
بينه وبين تركان ابن إسكندر ففعل فيروراس ذلك ولم يزل إلى أن فسخ الزيجة وأبطلها.
وفى تلك المدة وجه هيرودس ابنه انتيبطرس إلى رومية ليسلم على قيصر ويجدد معه عهدا
فبعد مسيره بلغ هيرودس أن فيروراس أخاه عازما على اهلاكه فتأثر من ذلك وإذ لم
يتحقق هذا الأمر ابعده وأمره أن يلزم بيته ثم مرض فيروراس ولما أشرف على الموت كتب
إلى أخيه الملك أن يسير إليه ليراه قبل موته فسار إليه ولما راه على تلك الحالة
بكى ووعده بمعاملة بنيه بالحسنى وبعد أن انصرف هيرودس مات فيروراس فأمر الملك بأن
يدفن بأحتفال وأراد الملك أن يتحقق أمر أخيه فقبض على خدامه وجواريه وشدد عليهم
فأقرت إحدى الجوارى بأن فيروراس وانتيبطرس كانا يجتمعان عند رسيس أم انتيبطرس
حينما ينصرفان من مجلس الملك وقالت قد سمعت انتيبطرس يقول لفيروراس أن هذا الملك
كالسبع الردى لا يرحم أحدا لأنه قتل امرأته وأولاده وأقاربه فيجب أن نبتعد عنه
لئلا يفترسنا كغيرنا وعندما نتمكن من فرصة مناسبة ندبر على هلاكه وقتله ومع أنه
وعدنى بأن يسلمنى الملك بعده فأنه كما تراه كالشاب القوى وأنا قد شبت ولا أدرى من
يموت منا قبل الآخر وبنو بنيه المقتولين قد كبروا وهاهو يقربهم إليه وأنا أنه لا
ينوى لى خيرا لأنه يبغض ويمقت كل أقاربه ومع أنك أنت أخوه فأنه قد مقتك وأبعدك عنه
ولم يراع خدمتك له وقد أمرنى بأن أهجرك ولا أكلمك.