مملكتى وكبرها وقد رأيت أن أقسمها على أولادى الثلاثة بحيث لا يكون لواحد
منهم على الآخر أمر ولا معارضة فى شىء. فلم يجد ذلك نفعا لأن انتيبطرس أراد أن
يكون مستقلا بالملك وكذلك إسكندر وأرسطوبولوس كانا يظنان بأنه ليس لأنتيبطرس حقّ
مثلهما أما هو فكان على جانب من الخبث فأقام عليهما رقباء بالأتفاق مع عمه فيروراس
الذى كان يكرههما بسبب أمهما مريم وكانوا يخبرونه بكل شىء عنهما ولم يزل يستقصى
أحوالهما ويوجه الوشاة إلى والده إلى أن جعل أباه هيرودس يبغضهما فأمر بتقييدهما.
وقد بلغ ذلك أرخلاوس ملك كبدوكية وهو حمو اسكندر جاء إلى أورشليم قاصدا تخليص صهره
وكان رجلا حكيما فاصلا فلما أجتمع بهيرودس تكلف أمامه السخط على إسكندر وهكذا كان
يجتمع بهيرودس كثيرا إلى أن صار من أعز أصدقائه وفى ذات يوم بلّغة أمرا بنيه وبيّن
له أن أتها به غير صحيح وأن الواشى بهما فيروراس أخو هيرودس فبعد أن اتضحت الحقيقة
باجلى بيان صفح هيرودس الملك عن والديه وأخيه وأطلقهما وهو بغاية السرور من الملك
أرخلاوس وعندما أراد الرجوع أكرمه هيرودس بهبات كثيرة وأمر قواده وأصحابه بأن
يتحفوه بالهدايا والعطايا الثمينة ثم شيعة إلى بعد وعاد إلى أورشليم.
فلما رأى
انتيبطرس أن أعماله وتدابيره ذهبت سدّى رجع إلى تدبير حيلة لقتل أخويه فدعا رجلا
من خواص أعوان هيرودس واعطاه أموالا كثيرة وطلب إليه أن يهلكهما بحيلة بواسطة
إقناع الملك بأنهما يريدان قتله ولم يزل على هذا الجهد إلى أن غيّر قلب هيرودس على
ابنيه فسخط عليهما وأمر بأن