بحيرة كورى : عن ابن سعيد (١) قال : وهي بحيرة على خطّ الاستواء ، ويخرج منها نيل مصر شمالا ونيل مقدشو مشرقا ونيل غانة (٢) مغربا ، ويستدير بجهتها الشّرقيّة الجنوبيّة جبل يسمّى جبل المقسم ، ومن تحته يخرج نيل مقدشو وتدخل إليها الأنهار الآتية من البطيحتين المقدّم ذكرهما ، وأمّا الشّريف الإدريسيّ فقد حكى ما قاله ابن سعيد من خروج نيل غانة من بحيرة كورى المذكورة ثم قال : وقد أنكر بطليموس ذلك وزعم إنه لا يخرج منها غير نيل مصر فقط ، وإنّ نيل غانة مخرجه (٣) من تحت جبل هناك ؛ فقال في كتاب رسم المعمور : إنّ هذه البحيرة أعني بحيرة كورى بطيحة مدوّرة عند خطّ الاستواء وقطرها جزءان ومركزها عند طول ثلاث وخمسين ونصف والعرض صفر ، وقيل درجتان شمالي فيكون جانبها الغربيّ حيث الطّول اثنتان وخمسون وجانبها الشّرقيّ حيث الطّول أربع وخمسون.
بحيرة السّودان : وهي بالغرب الأقصى بين (٤) قصر عبد الكريم وبين سلا.
بحيرة تونس [العذبة](٥) : وهي بحيرة تجتمع من مياه الأمطار وعليها ربى مشرفة ، ويجتمع بها من أصناف الطير شيء كثير عظيم.
بحيرة تونس غير العذبة : وهي بحيرة تخرج من البحر (٦) المالح من فمّ هناك متّصل بتونس. وتدخل إلى هذه البحيرة المراكب الصغار من البحر ، وبين ساحل هذه البحيرة عند تونس وبين فمها عند البحر عشرة أميال ، ودورها أربعة وعشرون ميلا ، وبهذه البحيرة جزيرة المفرجة (٧) ، وأمّا ساحلها [١٥ ب] المتّصل
__________________
(١) كتاب الجغرافيا ٨٢ ، ٩٣.
(٢) وردت في جميع النسخ : «نيل عانة» والصواب ما أثبتناه من التقويم (٣٨).
(٣) في (س) و (ر): «يخرج».
(٤) في (س): «عند».
(٥) زيادة من (ب) و (س) و (ر).
(٦) في (ر): «الماء».
(٧) في (ب) و (س) و (ر) والتقويم (٣٨): «للفرجة».