بالفتح ، أو هذا باب ، ثمّ ابتدأ في باب (١) آخر فيه ، «أجدى» : أنفع ، «من تفاريق العصا» مثل يضرب في كثرة المنافع (٢) لكثرة منافعها ، لأنّها ينتفع بها عصا ، فتنكسر فيتّخذ منها ساجور (٣) ، فينكسر فيتّخذ منه (٤) وتد (٥) ، [فينكسر فيتّخذ شظاظا](٦) فينكسر فيتّخذ منه عران (٧) ، وهو عود يجعل في أنف البختيّ ، فينكسر فيتّخذ منه تودية (٨) وهو عود التّصرية (٩) ، وأصله أنّ امرأة كان لها ابن يجرح كثيرا فتأخذ أرشه (١٠) حتى استغنت فقالت : (١١)
أحلف بالمروة حقّا والصّفا |
إنّك أجدى من تفاريق العصا |
و «العديد» : العدد ، «فاجترأ» : فأقدم ، و «تعاطي الشيء» : الأخذ فيه ، و «العمياء» : العماية ، وهو الباطل ، و «العشواء» : الناقة التي لا تبصر قدّامها ، فتخبط كلّ شيء ، فقيل لكلّ من ركب أمرا من غير بصيرة : «يخبط خبط عشواء» (١٢) ، «التّقوّل والافتراء» : الكذب : و «الهراء» : القول الخطأ ، و «براء» : بمعنى بريء وهو مصدر وصف به ، «وهو» أي : الإعراب ، «المرقاة» بفتح الميم وكسرها : الدّرجة ، فالفتح على الموضع ، والكسر على الآلة ، «إلى علم البيان» ، وهو العلم
__________________
(١) في د : «أمر».
(٢) ذكره الميداني بلفظ : «إنك خير من تفاريق العصا» ، مجمع الأمثال : ١ / ٣٧.
(٣) «الساجور : القلادة أو الخشبة التي توضع في عنق الكلب» ، اللسان (سجر).
(٤) في ط : «منها» ، تحريف.
(٥) «الوتد بالكسر : مارزّ في الحائط والأرض والخشب» ، اللسان (وتد).
(٦) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د. قال الميداني : «ويفرق الوتد فتصير كل قطعة شظاظا» مجمع الأمثال : ١ / ٣٧.
«والشّظاظ : العود الذي يدخل في عروة الجوالق» اللسان (شظظ) «والجوالق بكسر اللام وفتحها : وعاء من الأوعية معروف ، معرب» اللسان (جلق) وانظر المعرب : ١٥٨.
(٧) في د : «عوان» تحريف. وانظر اللسان (عرن) ، وجاء مكان كلمة «عوان» كلمة «مهار» عند الميداني وابن يعيش. انظر مجمع الأمثال : ١ / ٣٧ وشرح المفصل لابن يعيش : ١ / ١٥. «والمهار : العود يدخل في أنف البعير». مجمع الأمثال : ١ / ٣٧.
(٨) التّودية : هي الخشبة التي تصرّبها أطباء الناقة إذا صرّت لئلا يرضعها الفصيل والجمع : تواد ، انظر مجمع الأمثال : ١ / ٣٧ وشرح المفصل لابن يعيش : ١ / ١٥ واللسان (ودي).
(٩) انظر اللسان (صري).
(١٠) «الأرش : الدّية» ، اللسان (أرش).
(١١) هي غنيّة الكلابية كما في شرح المفصل لابن يعيش : ١ / ١٥ ، وذكرها الميداني باسم غنية الأعرابية في مجمع الأمثال : ١ / ٣٧ وكذلك ورد اسمها في اللسان (فرق).
(١٢) قال الميداني : «يضرب للذي يعرض عن الأمر كأنه لم يشعر به ، ويضرب للمتهافت في الشيء» مجمع الأمثال : ٢ / ٤١٤.