الأشبيلى المنشأ ، من عرب الأندلس ، وكان ينسج الحرير السقلاطونى فسمى بالحرار وصحب يأشبيلية رجلا يقال له ابن العاص كان إماما محدثا فخدمه واجتهد فى ذلك وانتفع به وبخدمة غيره من الفقراء إلى أن سمع بسيدى جعفر الأندلسى فهاجر هو وجماعة معه إليه كلهم من أشبيلية وكان كل منهم له دعوة فلما وصلوا إلى الأندلس قال قوم نزور ابن المرأة وكان هذا ادعى النبوة فقال الحرار أنا ما هاجرت إلا لأجل أبى أحمد جعفر فوافقه الجماعة ودخلوا معه إلى أبى أحمد فوجدوا عنده خلقا عظيما وجمعا لا يحصيهم إلا الله سبحانه وتعالى ونقبا كل نقيب مكفل بوظيفة فأحضروا بين يديه وصفوهم صفا فنظر إليهم الشيخ ثم قال إذا جاء الصبى إلى المعلم ولوحه ممسوح كتب له المعلم ، وإذا جاء ولوحه مكتوب فأين يكتب له المعلم فالذى جاء يرجع ثم نظر نظرة أخرى وقال من شرب من ماء واحد سلم مزاجه من التغير ومن شرب من مياه مختلفة لا يخلو مزاجه من التغير ، وكان ذلك إشارة للجماعة إذ أشركوا فى زيارته غيره.
قال أبو العباس فشكرت الله أن عافانى من ذلك ثم أشار بيده إلى الخدام فقاموا بين يديه ثم أمر أصحابى بالانصراف وأفردونى إلى مكان فيه جماعة من أصحاب الشيخ بإشارته فرأيت دارا فيها أربعمائة شاب كلهم فى سن خمس عشرة سنة فلما أتيت إليهم قالوا يا أبا أحمد من حين خرجتم من بلدكم أطلعنا الله تعالى على أحوالكم وعرفنا كل واحد منكم بأى وصف جاء ، فلما كان اليوم الثانى أراد جماعة منهم أن يتخصصوا موضعا ويجعلوا فيه سماعا فأخذونى صحبتهم فلما اجتمعنا فى المكان أحضروا شيئا للأكل ثم قرأ إنسان شيئا من كتاب الله تعالى ، ثم شرعوا فى السماع فبينما نحن