العدل فى مصر ومنع النساء من الحمامات والمقابر وسجن المخنثين والنوائح ومنع من الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم فى الصلوات الخمس وأمر الناس أن يصلوا التراويح خمسة وكان أهل مصر يصلونها ستة قبل ذلك ومنع من التثويب بالأذان يوم الجمعة فى مؤخر المسجد كل ذلك فى سنة ثلاث وخمسين ومائتين ثم مرض فاستخلف ولده أحمد ثم توفى مزاحم بن خاقان فى ليلة الاثنين لخمس خلون من المحرم سنة أربع وخمسين ومائتين.
ثم قام ولده أحمد واليا بمصر إلى أن توفى بها لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين ومائتين ودفن إلى جانب أبيه ثم تأخرت آسية ابنته وكانت من حين دخلت على أبيها اعتزلت عنه وعن إخوتها واشتغلت بالعبادة وزيارة القرافة وكان غالب إقامتها بمشهد السيدة نفيسة وهديت إلى الطاعة بعد أن علمت أنها أشرف بضاعة فاشتهرت عند الناس بالخير والصلاح وبعد أن لاح عليها الفلاح عكف عليها الخاص والعام فى المساء والصباح فلم تزل على ذلك إلى أن توفيت إلى رحمة الله تعالى فى سنة تسع وخمسين ومائتين ودفنت إلى جانب أبيها وأخيها وظهر اسمها وترك اسم أبيها وأخيها وصارت الخطة كلها لا تعرف إلا بها. وقد اختلف أرباب التواريخ فى نسبها فقال بعضهم آسية بنت مزاحم بن الرضى بن سهيون ابن خاقان أحد وكلاء ابن طولون وقيل هى آسية بنت زرزور بنت خمارويه ابن طولون.
وقيل هى آسية بنت مزاحم بن خاقان ، والصحيح الأول ، وأما العامة من أهل مصر فسن خرافاتهم أنه قبر آسية بنت مزاحم امرأه فرعون