من الدائرة التي وضعه السلطان فيها .
وهكذا سعى
السلطان بيبرس لإستخدام الخلافة في توطيد ملكه ، وإحكام سيطرته على الحجاز والبحر
الأحمر ، كما فرض بيبرس لنفسه وخلفائه مقاما ساميا على ملوك العالم الإسلامي ، إذ
أنكر عليهم حق التلقب بلقب «سلطان» ، لأن المماليك وحدهم أصحاب هذا الحق باعتبارهم
حماة الخلافة المتمتعين ببيعتها .
وكما استفاد
السلطان بيبرس من الخلافة ، تمتعت القاهرة ـ بسببها أيضا ـ بشهرة دينية وعلمية
واسعة ، فضلا عن شهرتها التجارية ، كما عظم أمرها حين أضحت مركز الخلافة ، ومسكن
العلماء والفضلاء ، إذ علا فيها قدر السنة وعفت منها البدعة .
وبعد وفاة
الخليفة الحاكم بأمر الله في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعمائة ، تولى الخلافة من
بعده ابنه سليمان بن أحمد المستكفي بالله ، أبو الربيع (٧٠١ ـ ٧٣٦ ه) وظل في
الخلافة ، حتى اعتقله السلطان الناصر محمد ابن قلاوون في ذي الحجة سنة ست وثلاثين
وسبعمائة ، ومنعه من الاجتماع بالناس ، وبقي معتقلا في قوص ـ إحدى مدن صعيد مصر ـ إلى
أن مات في شعبان سنة أربعين وسبعمائة .
وقبل وفاة
المستكفي بالله في قوص ، عهد إلى ابنه أحمد بن المستكفي ،
__________________