وهذا تفصيلها ووجه تسميتها ، (فالمجهورة : ما ينحصر) أي يحتبس ـ (جرى النفس مع تحرّكه) ، لقوّة ذلك الحرف في نفسه وقوّة الاعتماد عليه في مخرجه ، فيكون خروجه بصوت قويّ ولا بدّ في اخراجه وبيانه من ان يكون معه شيء من في النطق بمعنى الاعلان على ما في شرح المفصل.
(وهي : ما عدا حروف ـ ستشحثك خصفه ـ) من الشحث بمعجمة فمهملة فمثلثة ـ بمعنى الالحاح في السؤال ـ وخصفه : بالمعجمة فالمهملة فالفاء ، اسم امرأة ، وروعى (١) فيها الوقف على الهاء المبدلة من تاء التأنيث لافادة انّ الهاء أيضا خارجة من المجهورة ، وقد جمعت المجهورة في : ظلّ قوّ ربض إذا غزا جند مطيع ، والظل : مبتدأ مضاف إلى قو وهو المكان الخالي ، والخبر ربض ، وهو الحضيرة ، يعني : ان ظل القو يجري مجرى الحظيرة لمن أراد السلامة إذا تعرض للغزو عسكر يطيعون أميرهم في الجهاد ويبالغون فيه.
(والمهموسة : بخلافها) أي بخلاف المجهورة فهي ما لا تحتبس النفس مع تحرك لضعفه في نفسه وضعف الاعتماد عليه في مخرجه فلا يحتاج بيانها واخراجها إلى الجهر أصلا بل يجري في النطق مع الهمس وهو الاخفاء.
(و) المجهور والمهموس (مثّلا) على صيغة الماضي المجهول من باب التفعيل ، (بققق) محركة بالتحريك المفتوح بثلاث قافات للمجهورة ، (وككك) محركة بذلك التحريك أيضا بثلاث كافات للمهموسة ، ليظهر الفرق بين النوعين بتكرير حرف منهما مع تحرك الّذي اعتبر في ظهور انحصار النفس وجريه فيهما إذ مع وحدته ربّما وقع الذهول عن حال النفس الخارج فاذا تكرّر المتحرك منهما على التعاقب والاتصال على اللافظ المتأمل تفطن بالحال من غير ريبة ، واختيرت الكاف والقاف لتقارب مخرجيهما فعند ظهور الفرق بين الجهر والهمس فيهما يظهر في
__________________
(١) وفي نسخة : وروئي فيها الخ.