والمقصود ان هذا هو القياس الغالب في المنسوب ، فلا يرد نحو : عوّاج (١) ، وتامر.
وهو كالمصغر محكوم عليه في المعنى ، فانّ البصريّ مثلا معناه : المحكوم عليه بأنّه منسوب ، أو منتسب إلى البصرة ، فلذلك اختصّ بالاسم ، وأمّا قولهم : اخشوشنيّ ، وتمعدديّ ، في النسبة إلى الفعلين من قولهم : اخشو شنو ، وتمعددوا (٢) ـ أي كونوا ذا خشونة وغلظة في المطعم والملبس واتركوا التنعم وتشبهوا في ذلك وبمعدّ بن عدنان ـ فالنسبة فيه إلى لفظي الفعلين على ما يقال ، وكلّ كلمة اسم بالنسبة إلى نفس لفظها ويجري عليها خواص الاسم ، إذا أريد بها لفظها ، كالوقوع مبتدأ في نحو : ـ من ـ حرف ، ـ وضرب ـ فعل ، ويحتمل الشذوذ.
ولمّا كان المنسوب المعرّف بما ذكر في قوّة الموصوف : بأنّه منسوب أو منتسب إلى شيء ـ وهما لا يعملان النصب بالمفعولية ـ لم يعمل إلّا في المرفوع المضمر فيه ، أو المظهر ، كما في رجل مصريّ حماره ، مثل : رجل قائم أبوه ، وفي الظرف ، نحو : انا قريشيّ أبدا ، لكفاية رائحة الفعل فيه ، وفي الحال ، نحو : انا هاشميّ منتسبا ، لمشابهتها للظرف.
ثمّ انّه يكون فيه تغييرات قياسيّة وغير قياسيّة ، (وقياسه حذف تاء التأنيث) ـ وجوبا ـ (مطلقا) سواء كان المنسوب إليه المشتمل عليها مؤنثا حقيقيّا ، ك ـ عزّة ـ لامرأة ـ ومكّة (٣) أم لا ، كطلحة ـ لرجل ـ ، وسواء كان علما كتلك الأمثلة ، أم لا ، كغرفة ، وصفرة ، وسواء كان مفردا ، أم جمعا ، كمسلمات ، فيقال : مكيّ ، ومسلميّ مثلا.
(و) قياسه ـ أيضا ـ حذف (زيادة التثنية والجمع) المصحح ، فيقال : في ـ
__________________
(١) عوّاج : من يبيع العاج. وتامر : من يبيع التمر.
(٢) قال الجوهري : هذا قول عمر (رضياللهعنه) وفي بعض الكتب ذكروا كأنّه حديث رسول الله (ص).
(٣) وفي بعض النسخ : ميّة وهو الظاهر.