وقعة بقعا
بين أهل القصيم وابن رشيد
قد ذكرنا ما كان بين عبد العزيز المحمد أمير القصيم وبين عبد الله بن علي بن رشيد من العداء ، وما كان بينهما من الملاحات عند ما اجتمعا عند خالد بن سعود في الرياض ، ورجع كل منهما في نفسه ما فيها على الآخر ، فلما رجع عبد العزيز بن محمد إلى بريدة أغار غازي بن ضبيان رئيس الدهامشة من عنزة وهو من أتباع أمير بريدة على ابن طوالة من شمر وأخذهم ومعهم إبل لأهل الجبل ، فما كان من ابن رشيد إلّا أنه قابله بالمثل فأغار على غازي بن ضبيان وعربانه وأخذ منهم إبلا كثيرة ، فغضب له أمير بريدة واعتزم على حربه ، وكان بين عبد العزيز المحمد وبين يحيى السليم معاهدة على حرب كل من يقصدهم ، فطلب من يحيى مساعدته على حرب ابن رشيد فاعتذر يحيى وقال : ليس بيني وبين ابن رشيد عداوة ، والعقد الذي بيننا هو دفاعي لا هجومي ، وقد أغرت على قبائل ابن رشيد فأغار على أتباعكم ، وهذا ليس اعتداء منه. فما زال به حتى أقنعه فتجهّز عبد العزيز وخرج بأتباعه من أهل القصيم ، وخرج يحيى السليم بأتباعه من أهل عنيزة ، ومعهما غازي بن ضبيان وأتباعه من عنيزة ، وقاعد بن مجلاد وأتباعه من عنيزة وابن صبر من السلاطين ، والصقور من عنيزة ، وساروا قاصدين ابن رشيد ، فأغاروا على وجمان الراسي من شمر وأخذوا منهم حتى ملؤوا أيديهم ، قال يحيى السليم لعبد العزيز المحمد : دعنا نرجع وكفى ما لقينا من العز والغنيمة ، فحلف أنه لا يرجع حتى يقاتل ابن رشيد في بلده. وكما قيل : عاقبة البغي والغرور وحين تقدموا حتى نزلوا «بقعا» المعروفة عند جبل شمر ، ونزلت