ولمّا كان
المتفرّد بهذه البركات هو واحد الوجود ، ومن لا يشاركه في المزايا شريك وإنّ
الليالي بإيجاد مثله غير ولود. وهو الذي إن لم نسمّه ، قال سامع هذه المناقب : هو
الموصوف ، عند الله وعند خلقه معروف. وهذا الممدوح بأكثر من هذه الممادح ،
والمحامد من ربّه ممدوح وممنوح.
والمنعوت بذلك ،
قد نعتته بأكثر من هذه النّعوت الملائك ، وإنّما نذكر نعوته التذاذا ، فلا يعتقد
كاتب ولا خاطب أنه وفّى جلالته بعض حقّها ؛ فإنّه أشرف من هذا. وإذا كان لا بدّ
للمادح أنه يحول ، وللقلم أنه يقول ، فتلك بركات للمجلس العالي الوالدي الصاحبي
الوزيري السيديّ الورعي الزاهدي العابدي الذّخري الكفيل الممهّدي المشيدي العوني
القوامي النظامي الأفضلي الأشرفي العاملي العادلي البهائي ، سيّد الوزراء والأصحاب
في العالمين ، كهف العابدين ، ملجأ الصالحين ، شرف الأولياء المتّقين ، مدبّر
الدول ، سداد الثغور ، صلاح الممالك ، قدوة الملوك والسلاطين ، يمين أمير المؤمنين
، عليّ بن محمد أدام الله جلاله ، من تشرف الأقاليم بحياطة قلمه المبارك ،
والتقاليد بتجديد تنفيذه الذي لا يساهم فيه ولا يشارك ، فما جدّد منها إنّما هو
بمثابة آيات تزاد فتردّد ، أو بمنزلة أسجال في كلّ حين به يحكم وفيه يشهد ؛ حتّى
تتناقل بثبوته الأيّام والليالي ، ولا يخلو جيد دولة أن يكون الحالي بما له من
مفاخر اللآلئ ، فلذلك خرج الأمر العالي لا برح بكسب بهاء الدين المحمّدي أتمّ
الأنوار ، ولا برحت مراسمه تزهو من قلم منفذه بذي الفقر وذي الفقار ؛ أن يضمن هذا
التقليد الشريف بالوزارة التامّة العامّة الشاملة الكاملة الشريفة الصاحبيّة
البهائية أحسن التضمين ، أن ينشر منها ما يتلقّى روايته كلّ ربّ سيف وقلم باليمين
، وأن يعلم كافّة الناس ومن يضمّه طاعة هذه الدولة وملكها من ملك وأمير ، مدينة
ذات منبر وسرير ، وكلّ من جمعته الأقاليم من نوّاب سلطنة ، وذوي طاعة مذعنة ،
وأصحاب عقد وحلّ ، وظعن وحلّ ، وذوي جنود وحشود ، ورافعي أعلام وبنود ، وكلّ راع
ورعيّة ، وكلّ من ينظر في الأمور الشرعيّة ، وكلّ صاحب علم وتدريس ، وتهليل وتقديس
، وكلّ من يدخل في حكم هذه الدولة العالية من شموسها المضيئة ، وبدورها المنيرة ،
ونجومها المشرقة وشهبها الثاقبة في الممالك المصريّة والنوبيّة والساحليّة
والكركية والشّوبكية والشاميّة والحلبيّة ، وما تداخل بين ذلك من ثغور وحصون
وممالك.
إنّ القلم المبارك
الصاحبي البهائيّ في جميع هذه الممالك مبسوط ، وأمر تدبيرها به منوط ، وعناية
شفقته لها تحوط ، وله النظر في أحوالها وأموالها ، وإليه أمر قوانينها ودواوينها ،
وكتابها وحسابها ومراتبها ، ورواتبها وتصريفها ومصروفها ، وإليه التولية والصرف ،
وإليه تقدمة البدل والنعت والتوكيد والعطف ، وهو صاحب الرتبة التي لا