ناس من العرب أشبهوهم في الكفر ، ثم أن السلطان صلاح الدين توجه بهمته إلى جهادهم ، ففتح الله تعالى عليه الكرك وأعمالها ، وطهر الله تعالى الناحية منهم ، (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً) [الأحزاب : ٢٥].
وكانت وفاة السلطان صلاح الدين رحمهالله في سنة تسع وثمانين وخمسمائة. ومولده في اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
واتّفق في سنة سبع عشرة وسبعمائة أن خرجت طائفة من النصيرية القائلين بقول العبيديين ، القائلين بقولهم في بلاد الشام ، وكان أكثر أتباع العبيديين القائلين بقولهم ظاهرا وباطنا في ثغور الشام ، فخرجت هذه الجماعة النصيرية عن الطاعة وأقاموا شخصا ادعوا أنه المهدي ، وقاتلوا الناس ، وادعوا أن المسلمين كفرة وأنّ دين النصيرية هو الحق ، ورفعوا أصواتهم بقول : لا إله إلا علي ، ولا حجاب إلا محمد. وبسب أبي بكر وعمر ، وخربوا المساجد ، وجعلوها خّمارات ، فخرج عليهم عسكر المسلمين فكسروهم ، وقتلوا منهم جماعة واضمحل أمرهم ، ومزقهم الله كل ممزق.