يضاف فكذا منعوته ، ولو حظ في ذي أل معنى الاشتقاق على أن معنى قولك : هذا الرجل هذا الحاضر المشار إليه (فإن كان) الواقع بعده (مشتقا ضعف ، وينعت فقط) أي : ولا ينعت به (العلم) لأنه ليس بمشتق وصفا ولا تأويلا ، (والأجناس) ما دامت على موضوعها كرجل وسبع (وعكسه) أي : ينعت به ولا ينعت ، (أي) كما سبق (وما مر) من كل وجد وحق.
(ومنه ما لا يقع إلا تابعا كخالدة تالدة وحسن بسن) وشيطان ليطان ، أي : كالاسم الثاني من المذكورات ، قال أبو حيان : وهي محفوظة لا يقاس عليها ، قلت : ألف فيها ابن فارس كتابا (قيل : ومنه الموصول) لأنه كجزء كلمة ؛ إذ لا يتم إلا بصلته وجزء الكلمة لا ينعت ، والأصح أن المقرون بأل منه يوصف كما يوصف به ويصغر ويثنى ويجمع ، وكذا (ما) و (من) تقول : جاءني من في الدار العاقل ، ونظرت إلى ما اشتريت الحسن.
(قيل : ومنه الوصف) قال ابن جني : من خواص الوصف ألا يقبل الوصف ؛ لأنه بمنزلة الفعل ، والجملة وإن كثرت الصفات فهي للأول ، وقال غيره : لأنه من تمام الأول فكأنه بعضه ورد بأن المضاف والمضاف إليه كذلك ، ولا خلاف في وصفهما ، والأصح أنه قد يوصف مطلقا ؛ لأنه اسم وكل اسم في الحقيقة قابل للوصف فلا يرد بشبه ضعيف ، وقد أجاز سيبويه يا زيد الطويل ذو الجمة ، على جعل ذي الجمة نعتا للطويل ، وجعل صائما من قوله :
١٥٣٦ ـ لدى فرس مستقبل الرّيح صائم
صفة مستقبل ، وهو عامل.
(وثالثها : يوصف إن دل على جموده دليل) قاله السهيلي كأن يكون خبرا لمبتدأ أو بدلا من اسم جامد ، بخلاف ما إذا كان نعتا فيقوى فيه معنى الفعل حينئذ بالاعتماد فلا ينعت.
(ورابعها) : يوصف (إن لم يعمل) عمل الفعل لبعده حينئذ عن الفعل بخلاف ما إذا عمل.
__________________
١٥٣٦ ـ البيت من الطويل ، وهو لجرير في ديوانه ص ٩٩٤ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٣٩ ، والكتاب ١ / ٤٢٥ ، ولسان العرب ٤ / ١٧٧ ، مادة (حرر) ، ١٣ / ٢٢٦ ، مادة (سنن) ، وبلا نسبة في مجالس ثعلب ص ٧١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨٩٣.