و (اقتتل) ، وحينئذ تنقل حركة التاء الأولى إلى الساكن قبلها وهو السين والقاف ، فتذهب همزة الوصل لحركة أول الفعل فيقال : ستر وقتل ، وحركة التاء فتحة فيفتح أول الفعل ، ويجوز كسره فيقال : ستر وقتل.
قال أبو حيان : وهذه الكسرة ليست منقولة إذ لا كسرة في التاء المدغمة ، وإنما ذلك لأجل أنهم لما سكنوا التاء لإدغامها في التاء ، وكانت فاء الكلمة قبل ذلك ساكنة كسرت الفاء على أصل التقاء الساكنين ، وذهبت همزة الوصل لتحريك الفاء ويقال في المضارع على لغة الفتح : (يستر) ، وفي الوصف (مستّر) و (مستّر) بفتح السين ، وعلى لغة الكسر : يستر ومستّر ومستّر بكسرها.
ويجوز الإدغام أيضا من غير وجوب فيما إذا كان المثلان تاءين أول فعل مضارع نحو : تتجلى وتتظاهر ، وحينئذ يؤتى بهمزة الوصل ؛ لسكون التاء الأولى بالإدغام ، فيقال : اتجلى واتظاهر ، ويجوز في هذا النوع حذف إحدى التاءين تخفيفا فيقال : تجلى وتظاهر ، وهل المحذوف الأولى أو الثانية؟ قولان أصحهما الثاني ، وهو مذهب سيبويه والبصريين ، وقال الكوفيون : المحذوف الأولى وهي حرف المضارعة.
(ص) فإن سكن المدغم لوصله بضمير رفع وجب الفك ، وكذا أفعل تعجبا ، خلافا للكسائي ، أو لجزم أو بناء جاز ، فإن لم يفك حرك الثاني بالفتح مطلقا ، أو ما لم يله ساكن فبالكسر أو بالكسر مطلقا ، أو بالإتباع لفائه ما لم يله ضمير ، فبحركته ، أو ساكن فبالكسر لغات.
(ش) إذا سكن المدغم لاتصاله بالضمير المرفوع وجب الفك نحو : رددت ورددنا ورددت ورددت ورددتما وردتم ورددتن ، ويجب الفك أيضا إذا سكن في أفعل للتعجب عند الجمهور نحو : أشدد بحمرة زيد ،
١٨١٤ ـ وأحبب إلينا أن نكون المقدّما
وذهب الكسائي إلى أن أفعل في التعجب يدغم فيقال : أحب بزيد ، فإن سكن لجزم ، أو بناء جاز الفك وهو لغة الحجاز ، والإدغام وهو لغة غيرهم من العرب نظرا إلى عدم الاعتداد بالعارض ، فيقال : لم يردد ولم يرد واردد ورد ، فإن فك فواضح ، وإن أدغم حرك الثاني من حرفى التضعيف تخلصا من التقاء الساكنين ، وفي كيفية تحريكه لغات :
__________________
١٨١٤ ـ تقدم الشاهد برقم (١٤٤٨) ، (١٤٥٣).